قراءة في تأثير قرارات ترمب على الساحة الأمريكية والعالمية

نيويورك – صورية شعلال  – عين خبار الوطن

بعد اول يوم من تنصيبه أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الجدل بعد جملة القرارات التي اتخذها مجموعة من القرارات المثيرة للجدل التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب والتي تتراوح بين إعادة ترتيب الأولويات الداخلية وتوجيه رسائل قوية إلى الساحة الدولية. هذه القرارات تتزامن مع تصاعد النشاط السياسي حول ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، ما يزيد من الأهمية التي تحظى بها هذه التحركات.

العودة إلى السياسات الاقتصادية القومية:

أحد أبرز القرارات التي أثارها ترامب هو انتقاداته المستمرة للاتفاقيات التجارية الدولية، وخاصة اتفاقية “النافتا” التي تم تعديلها إلى “الاتفاقية الأمريكية المكسيكية الكندية” (USMCA). ترامب دعا مجددًا إلى ضرورة التركيز على تقليص العجز التجاري مع الصين وتحفيز الشركات الأمريكية على العودة للعمل داخل حدود الولايات المتحدة. هذه التصريحات تتماشى مع شعار “أمريكا أولاً” الذي تبناه ترامب أثناء فترة رئاسته، وتستهدف دعم الصناعة الأمريكية من خلال فرض مزيد من الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية. هذه السياسات لها تداعيات كبيرة على الاقتصاد العالمي، حيث يُتوقع أن تُعيد تشكيل خرائط التجارة الدولية وتزيد من التوترات بين الدول الكبرى.

قرارات في السياسة الخارجية: تصعيد وتراجع

في السياسة الخارجية، يُلاحظ أن ترامب قد يواصل نهجه القوي في التعامل مع الملفات الساخنة مثل إيران وكوريا الشمالية. على سبيل المثال، قرر ترامب مؤخراً اتخاذ موقف أكثر تشدداً تجاه الاتفاق النووي الإيراني، مع تكرار دعواته للانسحاب الكامل من الاتفاق الدولي مع طهران في حال عدم التزامها. هذه التصريحات قد تؤدي إلى مزيد من التوترات في منطقة الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، يبدو أن ترامب قد يعيد النظر في العلاقات مع حلفاء أمريكا التقليديين، خاصة في أوروبا وآسيا. قوبل حديثه عن تقليص التواجد العسكري الأمريكي في بعض المناطق بالانتقادات، لكنه في الوقت نفسه يعزز المواقف التي تركز على الحماية الأمريكية وحماية المصالح الوطنية، ما يعكس استمرار توجهاته الانعزالية.

السياسة الداخلية: انقسام وعودة للجماهير

على الصعيد الداخلي، تأتي قرارات ترامب في وقت حاسم بالنسبة للانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث يُرجح أن يواجه منافسة قوية من داخل الحزب الجمهوري نفسه. قراراته المتعلقة بالضرائب والرقابة على الهجرة كانت ولا تزال مثار جدل سياسي. ففيما يخص الهجرة، يسعى ترامب إلى إعادة تشديد القيود على دخول المهاجرين غير الشرعيين، خصوصًا من بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، مع تأكيده على أهمية بناء جدار المكسيك الذي يُعتبر من أبرز وعود حملاته السابقة.

تعزيز معركة التواصل الاجتماعي والنقد الإعلامي

فيما يتعلق بالعلاقات مع الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، يبدو أن ترامب ما زال يسعى لتحجيم الدور الذي تلعبه الشركات الكبرى مثل فيسبوك وتويتر في التأثير على الرأي العام الأمريكي. تصريحات ترامب الأخيرة حول حرية التعبير على الإنترنت ومطالبته بفرض رقابة صارمة على منصات التواصل قد تكون جزءًا من استراتيجيته لاستعادة التواصل المباشر مع مؤيديه دون وسطاء إعلاميين.

تأثير القرارات على مستقبله السياسي

إن القرارات الأخيرة لترامب تعكس صورة معقدة لشخصية سياسية تجمع بين القوة والجدل. في حين أن هذه القرارات قد تثير الانقسامات بين الأمريكيين، إلا أنها من جهة أخرى تعزز قاعدة مؤيديه، خاصة بين أولئك الذين يعتبرون أن سياساته تعكس رغبتهم في تغيير الوضع الراهن. مع اقتراب موعد اليبدو أن ترامب سيواصل في هذه القرارات سواء كانت تؤدي إلى تعزيز مكانته في الساحة السياسية أو تعرضه لمزيد من الانتقادات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى