فخامة الأخ الرئيس عبد الفتاح السيسي.. رئيس جمهورية مصر العربية.. حفظكم الله ورعاكم

 

✍️ محمد الخامري

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أكتبُ إليكم اليوم لا كصحفي، ولا كمواطن يمني عاشق لمصر، بل كابنٍ من أبناء هذه الأمة المثخنة بالجراح، مُستغيثاً باسم مئات الآلاف من اليمنيين الذين وجدوا في مصر حضن دافئ، وملاذ آمن، وأم حنونة ما استدارت يوماً عنهم ولا أعطتهم ظهرها، ولا تخلّت عنهم في أشدّ المحن..

📌 سيادة الرئيس
إن الدموع التي تتجمّع في عيوننا، ونحن نتابع صعوبات الإقامة والتعليم والعلاج التي يجدها اليمنيين في مصر، لاتُسكب من فراغ، بل من وجع النزوح عن بلادهم، وألم الغربة في بلاد الغير، وقهر الحاجة، وخيبة الأمل..!!

اليمنيون، يافخامة الرئيس، لم ينسوا كيف امتزج دم الجندي المصري بدم الثائر اليمني على جبال صعدة، وسهول تعز، وأودية إب، في ملحمة نادرة من الأخوّة والتضحية لاتُشترى ولا تُنسى أبد الدهر.
لم ولن ننسى أن مصر فتحت لنا قلبها لعقود كثيرة، فتعلمنا في مدارسها، واحتضنتنا جامعاتها، وبعثت إلينا أساتذتها وأطبائها، وربّت فينا حلم التحرر والمعرفة من طابور المدرسة وسارية العلم.. ومضينا نُكبِر في مصر، ونُكبر مصر فينا فهي أم الدنيا وكنانة الله في أرضه، وهي واحة الأمن لكل خائف مصداقاً لقوله تعالى (ادخلوا مصر ان شاء الله آمنين).. صدق الله العظيم

📌 فخامة الرئيس
نعلم علم اليقين أن مصر اليوم تمرّ بمرحلة دقيقة، وظروف اقتصادية صعبة ومعقّدة، لكننا نعلم أيضاً أن التاريخ لايُصنع في بحبوحة الرخاء، بل في لحظات الضيق والعسر، وأنتم ياسيادة الرئيس، بما أنعم الله به عليكم من حكمة وخبرة وقيادة وشجاعة، أدرى الناس بأن اليمني الذي يطرق أبواب مصر اليوم، لم يكن جزء من الصراع القائم، وليس مسؤولا عن مآسي بلاده، ولا عن اصطفافات ساسته؛ في صنعاء أو عدن، أو المقيمين في عواصم الدول الأخرى، بل هو ضحية الحرب والشتات والانقسام، لذلك نطالبكم بمعاملتنا كشعب؛ بعيداً عنهم وعن اصطفافاتهم السياسية، فهؤلاء لم يذوقوا مرارة الغربة، ولا قسوة الحاجة، ولا لحظة الانكسار أمام موظف الجوازات أو موظف المدرسة.

📌 نحن لانطلب امتيازات، بل نُناشدكم التكرم بإعادة النظر في بعض مافرض عليهم مؤخراً وأثقل كاهلهم، مثل إلغاء رسوم الإقامة للأطفال دون سن 18 عام، كما كان معمولا به في السابق، وإعادة رسوم الإقامة للكبار إلى النظام السنوي المخفّف، بدلاً من الوضع الحالي كل ستة أشهر؛ الذي أثقل كاهلهم واستنزفهم، كما نطمع من فخامتكم السماح لأبناء الجالية بالتسجيل في المدارس العامة والجامعات الحكومية، ولو استثناءً حتى تنتهي الأزمة وترفع الغمة، فأطفالنا يافخامة الرئيس لم يختاروا غربتهم، ولا أوطانهم المؤقتة،

📌 سيادة الرئيس
اعلموا أن اليمنيين يرونكم اليوم كما رأى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الملك النجاشي في زمانه؛ ملاذاً آمناً للمظلوم، وملكاً عادلاً لايُظلم عنده أحد، كما انهم لاينسون المعروف، ولايتنكرون للجميل، فهم شعب كريم، أصيل، يعرف لكل ذي فضلٍ فضله، ويقابل الإحسان بالوفاء، ولن ينسوا لمصر، ولرئيسها، هذه المواقف النبيلة التي لاتُقاس بالحسابات السياسية، بل تُخلّد في ضمائر الشعوب والتاريخ..

أثق جدا أنكم في مصر العروبة لن تخذلوا من تقطعت بهم السبل، ولن تغلقوا الباب في وجه من اعتاد أن يجد في مصر كل باب مفتوح، وقد كنتم وستظلون دوماً، نصيرا للمظلوم، وسندا للمحروم، ونبضا حياً للعروبة في زمن التشرذم والخذلان.. حفظكم الله، وأبقاكم ذخرا لمصر ولأمتنا العربية والإسلامية

ابنكم المحب
محمد الخامري
نيابة عن مئات الآلاف من اليمنيين الذين يتشبثون بالأمل في مصر، كما تشبثوا بها وطنا حين عزّ عليهم الوطن..

من صفحة الكاتب على الفيسبوك

#مصر_ام_الدنيا
#تحيا_مصر
#محمد_الخامري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى