أول امرأة أمريكية مسلمة من أصل عربي في لجنة التعليم الدولي بـ England Association of Schools and Colleges (NEASC).

 

خاص – أحمد محارم – عين اخبار الوطن

الولايات المتحدة الامريكية 25 أكتوبر 2024

شهدت الساحة التعليمية الدولية إنجازاً لافتاً يتمثل في انضمام الدكتورة نهى عبد الهادي، نائب مدير التعليم في ولاية كونيتيكت وأستاذة بجامعة University of Hartford، إلى لجنة التعليم الدولي التابعة لمؤسسة New England Association of Schools and Colleges (NEASC)، كأول امرأة أمريكية مسلمة من أصل عربي تشغل هذا المنصب. انطلقت الدكتورة نهى من الولايات المتحدة متجهة إلى دبي، حيث تتولى مهمة مراجعة معتمدة لاعتماد إحدى المدارس الدولية في الإمارة، ما يعكس تميزها ومكانتها البارزة في المجال الأكاديمي.


تميزت الدكتورة نهى عبد الهادي بمسيرة مهنية حافلة بالإنجازات، فهي تجمع بين الأدوار الأكاديمية والإدارية، حيث تشغل منصب نائب مدير التعليم في ولاية كونيتيكت، إلى جانب رئاستها لمجلس إدارة مؤسسة World Class Consultation، إضافة إلى عملها كأستاذة جامعية. تعد إتقانها لثلاث لغات، الإنجليزية، الفرنسية، والعربية، إحدى مقومات نجاحها التي جعلتها مرشحة مثالية للمراجعة في منطقة الخليج والوطن العربي، ما يعزز الدور الحيوي الذي تلعبه في إثراء الحوار الثقافي بين النظم التعليمية المختلفة.

تتمتع NEASC بسمعة مرموقة كإحدى أقدم المؤسسات المعنية بتقييم واعتماد المدارس على مستوى العالم، حيث أسهمت في اعتماد مئات المؤسسات التعليمية عبر العقود. تعتمد المنظمة نهجاً شاملاً يعزز التحسين المستمر من خلال الشراكة مع المدارس لتعزيز التدريس والتعلم، وذلك عبر عمليات تأمل ذاتي متعمقة ومراجعات متبادلة من قِبَل الخبراء. يُعد منح الاعتماد من NEASC إقراراً بأن المؤسسة التعليمية تلتزم بأعلى معايير الجودة والأداء المهني، وتحرص على تطوير بيئة تعليمية تركز على تنمية مهارات وقدرات الطلاب ليصبحوا مواطنين فاعلين ومسؤولين.
تتجسد أهمية الدور الذي تؤديه الدكتورة نهى عبد الهادي في كونها أول امرأة أمريكية مسلمة من أصل عربي تختارها NEASC للعمل كمراجعة معتمدة في منطقة الخليج، حيث تقود فريقاً لتقييم الأداء التعليمي في مدرسة دولية بدبي، ضمن إطار سعي المنظمة لضمان تعليم عالي الجودة في جميع أنحاء العالم. إن هذا الاختيار ليس مجرد اعتراف بخبراتها المهنية فحسب، بل هو أيضاً تأكيد على قدرتها على التفاعل والتواصل الفعّال بين الثقافات المختلفة.

إن صعود الدكتورة نهى إلى هذه المكانة البارزة يسلط الضوء على النماذج العربية التي تفوقت في مجالاتها ووصلت إلى العالمية. في زمن تزداد فيه التحديات التربوية والثقافية، يمثل نجاحها قصة إلهام لكل من يسعى إلى تحقيق التميز في مجال التعليم، مؤكدةً أن التفوق يتجاوز الحدود والاختلافات الثقافية، ويقوم على الإبداع والاجتهاد.
لقد أسهمت الدكتورة نهى بفضل كفاءتها وحضورها المتميز في تعزيز التعاون الدولي بين المؤسسات التعليمية، واضعةً بصمتها في تطوير معايير الاعتماد التي تتبناها NEASC. ويعكس هذا الدور الفاعل تقدير المجتمع الأكاديمي لمهاراتها وخبراتها، وأهمية القيم التي تنقلها عبر عملها المتفاني، لتثبت مرة أخرى أن الإرادة والجدارة هما جواز العبور إلى أي منصة عالمية.

في عالم تتسارع فيه التغيرات، تظل النماذج الناجحة كالدكتورة نهى عبد الهادي مصدر إلهام للجيل الصاعد، فهي ليست مجرد أكاديمية ناجحة، بل تجسيد حقيقي للقدرة على تحقيق الإنجازات الاستثنائية. ومن خلال دورها في NEASC، تواصل الدكتورة نهى رحلتها لتطوير التعليم على مستوى عالمي، مدفوعةً برؤية تسعى لتوفير فرص تعليمية ترتقي بطموحات الطلاب وتحفزهم ليكونوا صناع المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى