#منظومة_الخراب ..

✍️ فتحي بن لزرق
أخطر وأسوأ منظومة سياسية يمنية هي تلك التي تتكوّن منها الشرعية اليمنية حاليًا.
خليط غريب عجيب من القوى السياسية المختلفة؛ شوية انفصاليين على شوية وحدويين، على شوية سمسارة، على شوية تجار عملة ونفط، على شوية أشخاص قضوا ٣٠ سنة من حياتهم متسكعين خارج اليمن من مقهى إلى آخر، وفجأة وجدوا أنفسهم مسؤولين عن الناس.
وحدوي عتيد يتواطأ مع الانفصال ويمارسه ويدعمه، انفصالي صميم يعمل في ظل مؤسسات دولة الوحدة التي لا يعترف بها، متحدثًا باسمها. سلالي معتق يدير معركة وطنية عنوانها “المساواة”!
مزيج غريب عجيب تم وضعه في خلاطة واحدة دون تجانس أو تقارب بين مكوناته.
أحاديثهم لا تخرج عن إطار: فلان صرفوا له، أين مخصص هذا الشهر؟ أين العلاوات؟ نريد بدلات سفر، عندي هذا الأسبوع رحلتان إلى دولتين في أقاصي الشرق والغرب.
جلّ جهدهم ونشاطهم يتمحور حول ما تبقى من تقاسم لجثة الدولة اليمنية، لا يهمهم، وليس من شأنهم، انهيار سعر الصرف، أو توفّر الخدمات، أو رواتب الناس، أو قضاياهم، أو معاناتهم.
حوّلوا مؤسسات الدولة إلى ساحة خراب كبيرة..
لا يتمنون سقوط الحوثي، ولا يسعون لذلك، ولا يبذلون أقل جهد في هذا الاتجاه.
بين ثلاثة وأربعة أشهر يتسلّلون إلى الداخل، ثم سرعان ما ينصرفون!
أي اجتماع يعقدونه يكون حديث مخصصاتهم المالية عنوانه الأبرز.
المحافظات تتقسّم، الاقتصاد ينهار، أسعار الصرف تعوي مع الكلاب، ولا شيء يحرّكهم!
يهوي الشعب إلى القاع، ويصعدون بسرعة الصاروخ صوب القمّة…
لن ترى اليمن أسوأ منهم…
اللعنة عليهم مجتمعين.
من صفحة الكاتب على منصة X