“نبضات كالينية”.. مرآة الروح وهمس الغربة

خاص – أحمد محارم- عين اخبار الوطن

في زمن تزدحم فيه الكلمات ويبحث فيه القارئ عن دفء الكلمة وصدق الشعور، يسطع عمل أدبي جديد بعنوان “نبضات كالينية – خواطر شعرية” كإصدار استثنائي يلامس الروح ويوقظ الذاكرة، ليعيد وهج الحروف الصادقة، ويوقظ في القاريء ما ما كاد يندثر من دفء الشعور، وصدق الحروف، وعذوبة البوح.

من كندا إلى مصر، كنتُ على موعد مع الجمال النقي، نسخة من هذا العمل البديع حملت إليّ عبق الغربة المنسوج بشريط من الحنين والكرامة والوعي الشعري العميق.

صديقي العزيز حسام عبد القادر، مؤسس “دكّان للنشر والتوزيع” بكندا، حدثني ذات مساء في نيويورك عن مشروع هذا الكتاب، وأشعل في داخلي شغف الترقب. وها هو الحلم يتحقق أثناء وجودي بالقاهرة، حين شرفت بلقاء الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ حسام أبو العلا في مكتبه بمجلة “أكتوبر”، حيث أهداني النسخة الصادرة عن دار المفكر العربي، تلك الدار التي التقيت من قبل في مقرها بالدكتورة سهام الزعيري، فكان للقاء هذه المرة طعمٌ خاص، إذ جمعتني بـ”نبضات” ليست ككل النبضات.

الكتاب ليس مجرد خواطر ولا سرد عابر، بل هو سيمفونية وجدانية مشغولة بإبرة من ذهب، لا تجرح مشاعرك بل تلامسها، لا تصرخ بل تهمس، وتترك فيك أثرًا لا يُمحى.

صفحات الكتاب تأخذك في دوامات شعرية تُذيب الفواصل بين الشعر والنثر، بين التجربة والتأمل، بين الحب والانتماء. تشعر أن كل عنوان في الكتاب هو “بابٌ لحكاية”، وكل حكاية تحمل شحنة من وطنية راسخة، وكرامة عالية، وإنسانية لا تعرف السقوط.

في كل صفحة من “نبضات كالينية”، تشعر وكأنك أمام لوحة مكتملة العناصر، كل عنوان حكاية، وكل كلمة ضوء، وكل سطر يحمل رسالة من وجدان أنثوي مهاجر، لم تنسه الغربة مذاق الوطن، ولم تخفت في قلبه جذوة الانتماء.
تحتار: أهو نثر مشعور أم شعر منثور؟ لكنه في النهاية أدبٌ يوقظ فيك ما حسبته قد مات، ويمنحك لحظات صفاء وسط هذا العالم المُزدحم.

وما يزيد هذا العمل قيمة ومعنى، أنه صادر عن كاتبة عربية مهاجرة، لم تسمح للمسافات أن تنال من انتمائها، فجمعت بين رهافة الشعور وقوة التعبير، وقدّمت خلاصة تجربة اغتراب استطاعت أن تجعل منها جسرًا يعيدنا إلى ذواتنا وإلى جوهرنا.

بعد قراءة “نبضات كالينية”، لن يكون لديك شكّ أن هذه الكاتبة لم تقل كل ما في جعبتها بعد. فما بين السطور، نبضٌ آخر ينتظر أن يتحوّل إلى قصيدة، إلى كتاب، إلى بوح جديد.

كل الشكر والامتنان لـ”دكان للنشر والتوزيع” ولدار “المفكر العربي” على هذا العمل الذي يستحق أن يُقرأ، ويُعاد قراءته، ويُحتفى به.
نبضات كالينية”.. ليست كتابًا، بل مرآةٌ ناعمة تكشف لك ما حاولت نسيانه عن نفسك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى