أيها الجنود البواسل

 

بقلم / بسمة العوامله

 

هكذا خاطب جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال ، خريجي الفوج الأول من المكلفين بالخدمة العسكرية الإلزامية منذ ما يزيد عن اربعة عقود من الزمن، كناية عن شرف الجندية ورسالتها السامية في المحافظة على الهوية الوطنية ، التي تقوم على الضبط والربط والإلتزام بحمل المسؤولية ، تحقيقاً لشعار يداً بالعلم تبني وأخرى بالسلاح تحمي .

و من هنا تعالت كثير من الاصوات مطالبة بعودة الخدمة العسكرية الإلزامية بعد أن تم ايقافها عام 1991 ، وخاصة بعد ارتفاع نسبة البطالة بين الشباب خلال جائحة كورونا.
وقد جاءت استجابة الحكومة السابقة من خلال الإعلان عن إعادة تفعيل خدمة العلم للفئة العمرية ما بين 25 لغاية 29 سنة ، بحيث وقعت وزارة العمل والقوات المسلحة الأردنية مذكرة تفاهم يتم بموجبها تأطير الخدمة العسكرية من خلال التشاركية ما بين الجانبين العسكري والإقتصادي بهدف التخفيف من حدة البطالة والفقر وتدريب المجندين وتأهيلهم للإنخراط في سوق العمل من خلال توفير فرص التشغيل لهم بعد التخرج من العسكرية ، وبخاصة في مجال الزراعة والمقاولات ، بحيث تحل هذه العمالة الأردنية المدربة محل العمالة الوافدة.
ولا ندري الى أين وصل هذا المشروع الذي تم الإعلان عنه منذ عامين في عهد الحكومة السابقة .
فهذا المشروع الوطني أصبح ضرورة ملحة ليس فقط من ناحية إقتصادية ولكن أيضاً من ناحية ربط مخرجات التدريب العسكري بخلق جيل من الشباب مؤمن بوطنه ، جيل يتحلى بقيم الإلتزام والإنضباط ،
بعكس ما نراه من مسلكيات للبعض من فئات الشباب ممن إمتهنوا إضاعة الوقت بالتعلق في وسائل التواصل الإجتماعي دون إمتلاك اية اهداف مستقبلية او خطط لمواجهة المتغيرات والتحديات التي قد تواجهه وذلك من خلال التدريب والتعلم على إكتساب مهارات ومعارف جديدة داعمة له في غمار الحياة الدراسية والعملية .
عدا عن أن الحاجة باتت ملحة لتعليم هذا النشىء قيم الرجولة الحقيقية ومبادىء الدين السمح القائم على نبذ العنف ، تبادل الحوار والإحترام وقبول الآخر ،بعيداً عن ادعياء التطرف والمغالاة ، ممن يحملون الفكر المتشدد .
فالإستثمار في عنصر الشباب بتوجيه طاقاتهم نحو العمل الجاد والإنتاج لا يتحقق الإ من خلال الجمع ما بين التدريبات العسكرية والتدريب المهني التقني ، تدريب لا يعتمد الأساليب العسكرية التقليدية بل يواكب مستجدات عصر المعرفة والتطور التكنولوجي كالتدريب على مواجهة الحروب السيبرانية والتصدي لحرب تدمير المعلومات والبيانات في اجهزة الحاسوب، ورفع الوعي بعلم الجريمة العابرة للقارات كالإتجار بالبشر وغيرها من المستجدات .
فالجندية شرف وخدمة العلم مصنع للرجال الأوفياء المخلصين للوطن ، رجالاً تقف خلف قيادتها صفاً واحداً كالبنيان المرصوص ، سداً منيعاً وسياجاً حصيناً امام كل من تسول له نفسه اختراق حدوده التي ستظل بهمة أبنائه آمنة تنعم بالسلام•

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى