وجع فوق وجع إلى متى ..

 

✍️ بقلم  / زعفران علي المهنا

هناك أوجاع تنام فوق صدورنا كالحجر، لا تزول بمرور الأيام ولا تتخفف بالكلمات. وجع يشبه اليوم الذي رحل فيه أخي أحمد، ذاك اليوم الذي لم أعد بعده كما كنت. واليوم، حين وصلني خبر رحيل الدكتور أحمد الرهوي، عاد ذلك الألم ذاته، مضاعفا، وكأن الأقدار تعيد فتح الجرح من جديد.

أتذكر صوته جيدا، كان أول شخص عزاني في رحيل أخي. لم ينه مكالمته حتى أخذ مني وعدا أن أكتب مقالة عن اخي المرحوم أحمد، ليبقى أثره حيا في الحروف كما بقي في القلوب.
كان يطلب مني دائمًا أن أجمع كتاباتي في كتاب، ويحدثني بحماس عن بعض مقالتي ، كأنه يرى في الكلمة امتدادا للروح بعد الرحيل.

اليوم، كيف لي أن أرفع الهاتف لأقول له: “هنيئًا لك هذا الرحيل”؟ وكيف لي أن أخبره أن غيابه ترك في القلب وجعا ؟ تهرّبت كثيرا من الاتصال بمدير مكتبه، كنت أرفض أن أسمع الخبر يقينا، لكن الحقيقة أثقل من الصمت، ورحيله صار واقعا لا مفر منه.

رحل وبقي أثره، وبقي وجع فوق وجع.

لكن عزاءنا أن الأرواح الطيبة لا تموت، تبقى في الذكريات، في النصائح، في الوعد الذي لم يكتمل. وربما آن الأوان أن أفي بوعدي، أن أكتب لأحمد أخي والدكتور الرهوي لعل الحرف يكون وفاء لما عجز عنه اللسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى