السعودية والإمارات وإعادة إعمار غزة

أحمد فتحي –

بصراحة، أنا أؤيد تمامًا قرار السعودية والإمارات بتجميد تمويل إعادة إعمار غزة إلى حين نزع سلاح حركة حماس وعودة السيطرة المدنية الكاملة. هذا القرار ليس قسوة، بل هو محاولة واقعية لوقف دورة الهدم والإعمار التي تتكرر منذ أكثر من عشرين عامًا، بينما يبقى الشعب وحده من يدفع الثمن في كل مرة.

حماس لم تعد مجرد حركة محلية، بل أصبحت جزءًا من شبكة علاقات إقليمية معقدة، تلعب فيها إيران دور الممول والمسلّح والموجّه. وهذا يجعل وجود ميليشيا مسلحة تدّعي “المقاومة” خطرًا مباشرًا على أي مشروع تنمية حقيقي، لأن قرار الحرب والسلم يصبح مرهونًا بأجندات خارجية لا تراعي مصلحة الشعب الفلسطيني، بل تستخدم غزة كساحة نفوذ سياسي.

والأمر نفسه ينطبق على حزب الله في لبنان. ما يُسمّى بـ“المقاومة” هناك لم يعد وسيلة لحماية الوطن، بل ذراع إيراني يغذّي منطق الصراع ويستغل معاناة الناس لخدمة حسابات إقليمية. عندما تتحول هذه الجماعات إلى أدوات مرتزقة تعمل لحساب أطراف خارجية، تكون النتيجة كارثية على الشعوب، وأول من يدفع الثمن هم الفلسطينيون واللبنانيون.

أنا لست ضد مساعدة المجتمع الدولي لأهل غزة، بل أطالب بها. ولكن يجب أن تكون المساعدات مشروطة بإصلاح أمني وإداري حقيقي: نزع السلاح من أيدي الفصائل، فصل العمل المدني عن العسكري، وضع آليات شفافة للمحاسبة، وتخطيط طويل الأمد يضمن أن ما يُبنى اليوم لا يُدمّر غدًا بسبب مغامرة جديدة. بدون هذه الشروط، ستظل الإعمار مجرد رقعة فوق جرح مفتوح.

— أحمد فتحي
18 أكتوبر / تشرين الأول 2025
نيويورك

#غزة #السعودية #الإمارات #إعادة_الإعمارI’m

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى