يمنى تنتظر حضن أبيها”

✍️ بقلم :زعفران علي المهنا
كل ليلة، قبل أن تغفو “يمنى”، تمسك هاتفها الصغير، وتبدأ تقلب صورها مع أبيها.
تتأمل ملامحه، تلمس الشاشة كأنها تلامسه، وتبتسم بخجل ودموعها تحاول أن لا تسقط.
في كل صورة، تراه يحتضنها، يرفعها عاليا، يضحك معها بصدق لا يشبه أحدا.
ذلك الأمان الذي لا يشترى، والسكينة التي لا تعوض.
منذ غيابه ، تغير كل شيء.
غابت ضحكتها التي كانت تملأ البيت حياة، وأصبح السؤال اليومي الذي يوجع القلوب:
“متى بيرجع بابا؟”
أحيانا تجلس على سريره، ترتب وسادته كما كان يفعل، تضع له كوب الماء بجانبه، وتهمس بخيالها:
“بابا حين يعود سوف أضيء هذا الضوء،الذي بجانب سريره وتهمس في نفسها طيب يابابا ؟”
ثم تغفو على صوته المسجل في هاتفها، كأنها تخشى أن تنساه.
الأب ليس مجرد شخص في البيت،
هو الوطن حين يضيق الوطن،
هو الحائط الذي تتكئ عليه الطفولة حين تهتز الحياة.
يا الله، كم يحتاج هذا القلب الصغير أن يضم من جديد.
كم نحتاج جميعا أن نرى “يمنى” تركض نحو أبيها في لحظة فرح ،.
يارب علشان يمني يعود دكتورنا علي المضواحي،
ويعود كل أب ينتظره طفل لا ينام إلا على صورته.
#متى_يرجع_بابا