الدكتور عبدالله العليمي: لا بد من تغيير النظرة الإقليمية والدولية تجاه اليمن من تهديد إلى فرصة

عين اخبار الوطن
قال الدكتور عبدالله العليمي، عضو مجلس القيادة الرئاسي، إن استمرار الحرب لأكثر من عشر سنوات يعود إلى ضعف الأدوات الدولية في التعاطي مع الملف اليمني، مؤكدًا أن وجود مبعوث أممي لا يكفي في ظل غياب دور دولي فاعل.
وأشار العليمي، خلال مشاركته كمتحدث رئيسي في الجلسة الختامية لمنتدى الدوحة بنسخته الـ13، إلى زيارة مجلس الأمن لليمن قبل الانقلاب الحوثي، وكذلك تعدد القرارات الأممية الخاصة بالشأن اليمني خلال السنوات العشر الماضية، ورغم أهميتها ومحوريتها كمرجعيات سياسية، إلا أنها للأسف أخفقت حتى هذه اللحظة في إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وفقًا لوكالة سبأ الحكومية.
وأضاف العليمي أن تحول الصراع إلى البحر دفع العالم إلى رؤية خطورته بشكل أوضح، وهو ما انعكس في الموقف الأمريكي الأخير باتجاه إعادة تصنيف الحوثيين جماعة أرهابية ، وتغيير الموقف الأوروبي تجاهها.
وقال إن “مبعوث الأمم المتحدة يواجه صعوبات حقيقية في التعاطي مع الجماعة الحوثية لغياب إرادتها السياسية في السلام”.
وأضاف العليمي أن ” جماعة الحوثيين لم تكتفِ بالتمرد على الدولة، بل تحولت إلى مصدر لعدم الاستقرار في المنطقة والعالم، وارتبطت بجماعات إرهابية في دول أخرى، على سبيل المثال في الصومال، وارتهن قرارها في السلم والحرب بإيران وبما يسمى محور المقاومة، ما فاقم من خطورة الصراع على الشعب اليمني والمنطقة والعالم”.
وأكد أن تحقيق العدالة الحقيقية يبدأ بإنهاء الحرب عبر سلام دائم وشامل يعالج جذور الصراع، ويضمن استعادة مؤسسات الدولة وتحقيق تطلعات اليمنيين في الأمن والتنمية والاستقرار، مشددًا: “نحن مع السلام منذ اليوم الأول، لكننا نريد سلامًا ينهي الانقلاب ويعيد مؤسسات الدولة ويحفظ حق اليمنيين في مستقبل آمن ومستقر، فالسلام الحقيقي ليس تجميدًا للصراع، بل إنهاء لأسبابه”.
وأوضح العليمي أن اليمن ليس فقط نموذجًا للصراع، بل يمكن أن يكون نموذجًا للحل، مؤكدًا أهمية تغيير النظرة الإقليمية والدولية تجاه اليمن من كونه تهديدًا إلى كونه فرصة، ومن ملف أمني ضيق إلى مساحة للتكامل والبناء. وقال إن تصور اليمن مثلًا كدولة فاشلة وملاذ للإرهاب وعود كبريت سيجعل المقاربات تأتي دائمًا من زاوية أمنية، بينما إعادة تصور اليمن كفرصة اقتصادية، كسواحل متنوعة، كمناخ معتدل وفرص سياحية واستثمارية، وشعب شاب وقوة عاملة أمينة، يجعل الوضع يتغير، والتهديد يتحول إلى فرصة، ويتحول عندها المتصارعون إلى شركاء في الاقتصاد والتنمية.
وأكد أن اليمن بات يتأثر بالصراع الإقليمي والدولي أكثر من كونه مؤثرًا فيه، مشددًا على أن التحديات التي فرضتها المرحلة الراهنة ليست معوّقًا فقط، بل فرصة أيضًا لإطلاق مسار سلام أكثر واقعية ومصداقية، يرتكز على معالجة جذور النزاع داخليًا، ويأخذ في الحسبان المتغيرات الإقليمية والدولية، ويمكّن الدولة من استعادة دورها الاقتصادي والمؤسسي، ويساعدها على الخروج من الصورة النمطية كمنصة للتهديد. وبالتالي، ينبغي أن تتغير مقاربة الحلول لتتحول إلى مقاربات أكثر شمولًا، سواء في بعدها الدولي أو الإقليمي أو المحلي.
وشدد عضو مجلس القيادة على أن الحل في اليمن يتطلب مقاربة محلية–إقليمية–دولية مشتركة تستند إلى المرجعيات، لتنهي هذا الصراع وتؤسس لسلام شامل ومستدام يضمن أمن اليمن والمنطقة والعالم، مؤكدًا أن استقرار اليمن مصلحة وطنية وإقليمية ودولية مشتركة.
وتحدث إلى جانب العليمي في الجلسة الختامية، التي حملت عنوان “مستقبل نؤمن به: إعادة بناء الثقة من خلال العمل المشترك”، شخصيات بارزة من بينهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، وفرانشيسكا ألبانيز، المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة.



