اليمنيون دائما يفاجئوا العالم

 

✍️ أ / يحي الماوري

بعد سبع سنوات حرب طاحنة فاجأ اليمنيون العالم بالتفافهم حول بعضهم بعد سنين من الشقاقات والصراعات والخصام والحروب واذا بهم يجتمعون في قاعة واحدة ويقعدون على طاولة واحدة يتصافحون ويحضنون بعض ويتكلمون ويضحكون ويمرحون ويلتئم شملهم وتوحد اراءهم ويتوافقون على الحلول من اجل بلادهم .

هذه هي عادات اليمنيون اذا اختلفوا وتحاربوا فهم يفاجئون العالم ويتصالحون خاصة بعد الحروب ففي ما بعد قيام ثورة ٢٦ سبتمبر عام ١٩٦٢ م فاجأ اليمنيين العالم باتفاقهم على صلح بين الجمهوريين ومن كانوا يحاربوا مع الملكيين بعد حرب أكثر من ٦ سنوات وعاش اليمنيين في الشمال في امن وسلام واستقرار.
ثم حدث حرب بعد رحيل الانجليز واستقلال الجنوب اليمني حيث فتن الانجليز بينهم في الجبهة القومية وجبهة التحرير وصل الدم الى الركب حسب المثل ولكن اليمنيين فاجئوا العالم وتدخلت حكومة الثورة في الشمال واوقفت الحرب حيث استدعت جبهة التحرير الى صنعاء واوقفتهم من مواصلة الحرب واعطتهم الوظائف والاعمال واوقفت الحرب.
ثم حصلت حروب وفتن بين الشمال والجنوب وحروب المناطق الوسطى ولكن اليمنيين يفاجئوا العالم يتحاربوا اليوم ويوقفوا الحرب ويتصالحوا في اليوم الثاني من الحرب ويعودوا للطاولة للعمل من اجل تحقيق الوحدة.
وفي ٦ يناير ١٩٨٦م اختلف قيادي حكومة الجنوب وتقاتلوا وحصلت مجازر كبيره وتمكن جزء من قيادة الجنوب الاستيلاء على الحكم والجزء الاخر تمكن من العبور الى الشمال واحتضنتهم الشمال وشاركوا في الحكم والوظائف وخلال فترة وجيزة لم تتجاوز الأربع السنوات واذا باليمنيين يفاجئوا العالم باعلان اعادة الوحدة اليمنية من عدن.
حتى تحققت الوحدة في ٢٢ مايو ١٩٩٠ م واحتفل الشعب اليمني باعادة الوحدة اليمنية الفرحة الكبرى الذي كان يحلم بها الشعب اليمني كله وتحققت الوحدة وماهي الا اربع سنوات الا وقامت حرب محاولة الانفصال صيف ١٩٩٤ م ولكن الوحدة استمرت وانشاء اللهً الى الابد.
ثم جاءت حروب الحوثيين السته حروب تتصالح معهم الدولة وتعفي عنهم ولكنهم يعودوا الى الحرب بدعم وتحريض من ايران ومع هذا فاجأ اليمنيون العالم واحتضنوا الحوثيين اثناء ما تسمى ثورة الربيع العربي واحتضنهم الاخوان المسلمين واحزاب المشترك المعارضة لحزب المؤتمر الشعبي العام والذي كان يرأسه الرئيس ﻋﻠﻲ عبدالله صالح وتحالفوا معهم ودخلوهم الساحات للمظاهرات معهم والمطالبة بتغيير النظام وفاجأ اليمنيون وتنازل الرئيس ﻋﻠﻲ عبدالله صالح حرصا على سلامة البلاد وسلم لنائبه عبدربه هادي المتحالف مع الاخوان المسلمين واحزاب المشترك السلطة واستولى على السلطة الاخوان المسلمين واحزاب المشترك ولكن الحوثيين فاجئوا اليمنيين والعالم بالركوب على رقاب وتسلقوا على ظهور الاخوان المسلمين واحزاب المشترك واستولوا على السلطة بالكامل وطردوا شركاءهم الاخوان المسلمين واحزاب المشترك من السلطة ومن البلاد .

واليوم وبعد اكثر من ٧ سنوات من الحرب الفاجرة والاجرامية وصل اليمنيون الى قناعة بان الشعب اليمني ضاق من استمرار الحرب ومعاناته من هذه الحرب وسيل الدماء اليمنية الزكية والقتل والتدمير والخراب ..
فاجئوا العالم في مؤتمر مشاورات الرياض باعلان توافقهم بتغيير قيادات من اعلى المناصب في الدولة وتشكيل مجلس رئاسي توافقي من ٨ اعضاء من معظم الجهات السياسية ومختلف المناطق لقيادة البلاد وتسيير امورها ومجلس توافقي من ٥٠ عضو على ان يعمل الجميع على وقف الحرب مع الحوثيين واحلال السلام في ظل الجمهورية والديمقراطية تكفل حق الجميع دون اي تمييز ضد احد وحق الشعب اليمني اخبار من يحكمه بطريقة ديمقراطية من خلال صندوق الاقتراع في انتخابات عامة لكل الشعب .
والسؤال هل انصار الله الحوثيين سيستهدون بالله ويتجاوبوا مع خيار الشعب اليمني ويلتحموا بالتشكيلة الجديدة من اجل السلام التي جاءت بارادة واصرار الشعب اليمني الذي لم عاد يطيق الانقسامات والحروب والفتن والدمار وسيل الدما والقتل والمجازر من فوهات المدافع والبنادق والصواريخ والألغام وكل وسائل القتل والتشويه والخطف والأسر والاعتقال وكل مآسي الحروب؟؟؟!!!!.
وعلى اللهً التوفيق

يحيى الماوري
الولايات المتحدة الأمريكية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى