في جلسة مجلس الأمن المبعوث الأمميي إلى اليمن إعلان وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة الأمريكية والحوثيين مرحبا بها

نيويورك – رشادالخضر – ألأمم المتحدة
عقد مجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، جلسة لمناقشة الأوضاع في اليمن.
وجاء ذلك بعد طلب تقدمت به الجزائر بهذا الخصوص.
واعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إعلان وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة الأمريكية وأنصار الله في السادس من مايو، فرصة مرحب بها يتعين البناء عليها بشكل جماعي، لإعادة التركيز على حل الصراع في اليمن ودفع عملية سلام يمنية خالصة.
وأشاد المبعوث الأممي بجهود سلطنة عمان في تحقيق هذا الاتفاق.
في حين شدد هانس غروندبرغ ، هلال الجلسة، على أن التحديات التي تواجه اليمن هائلة، بدءً بمستويات عدم الثقة العميقة والكبيرة بين الأطراف، إلى استمرار تقارير عن استعداد البعض للحرب، مع الانهيار الاقتصادي الوشيك.
ودعا المبعوث الأممي، إلى استمرار انخراط المجتمع الدولي لمساعدة اليمنيين على تحقيق رغبتهم في بناء بلد مستقر ومزدهر وآمن.
كما دعا هانس غروندبرغ، جيران اليمن وشركائه الدوليين لدعم عملية سياسية شاملة وقادرة على الاستمرار بقيادة يمنية، كاشفا أنه عقد اجتماعات مع الأطراف والمجتمع الدبلوماسي في الرياض ومسقط.
وسلط المبعوث الأممي الضوء، على معاناة الشعب اليمني، مشيرا إلى أن اليمنيين تحملوا أكثر من عشر سنوات من عدم الاستقرار وعدم اليقين والانهيار الاقتصادي.
وحث الأطراف على التحلي بالشجاعة واختيار الحوار، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة لن تحيد عن التزامها بدعمهم في إيجاد تسوية تفاوضية لهذا الصراع.
ووجه رسالة إلى أعضاء مجلس الأمن، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق سلام وأمن حقيقيين في اليمن إلا من خلال الالتزام والتنسيق الدوليين ونهج مشترك وطويل الأمد. “لذلك يجب علينا مضاعفة جهودنا لتقديم بديل موثوق للحرب ورؤية لليمن تتجاوز الوضع الراهن والركود”.
كما وجه دعوة إلى الإفراج الفوري عن الموظفين المحتجزين
كما تطرق المبعوث الخاص إلى قضية الاحتجاز التعسفي المطول وغير القانوني من قبل أنصار الله لموظفي الأمم المتحدة وكذلك العاملين في المنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.
وقال إن احتجازهم ليس انتهاكا للقانون الدولي فحسب، بل تسبب في إثارة مخاوف جدية على مستوى المجتمع الدولي، “والذي لا يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى نتيجة واحدة وهي تقويض الدعم المقدم لليمن، والذي سيؤثر للأسف على الفئات الأكثر احتياجا من اليمنيين”.
ورحب بالإفراج الأخير عن موظفين من السفارة الهولندية والمنظمات الدولية، لكنه قال إن هذه الإفراجات غير كافية، معربا عن أمله في أن يسمع أنصار الله “بوضوح شديد ما أقوله: غيروا النهج. أطلقوا سراح المحتجزين المتبقين فورا دون شروط. ضعوا حدا لهذا الوضع غير المقبول”.
توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية قال إن الوضع الإنساني في اليمن يتدهور، والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، مشيرا إلى أن نصف أطفال اليمن – أي 2.3 مليون طفل – يعانون من سوء التغذية، بينما يعاني 600 ألف منهم من سوء التغذية الحاد.
علاوة على ذلك، فإن 69 بالمائة فقط من الأطفال دون سن العام تلقوا تطعيما كاملا، و20% منهم لم يتلقوا أي لقاحات على الإطلاق – وهو أحد أسوأ المعدلات في العالم، حسبما قال.
ونتيجة لذلك، فإن الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. حالات الكوليرا والحصبة آخذة في الارتفاع. في العام الماضي، شكل اليمن أكثر من ثلث حالات الكوليرا العالمية و 18% من الوفيات المرتبطة بها، بينما سجل أيضا أحد أعلى معدلات الحصبة على مستوى العالم.
ويتعين على الأطفال أيضا التعامل مع حقول مليئة بالألغام الأرضية، ومدارس خالية من المعلمين والكتب والفرص، وفقا للسيد فليتشر.
الأطفال ليسوا وحدهم من يتأثرون بشكل غير متناسب، إذ يؤثر سوء التغذية الآن أيضا على 1.4 مليون امرأة حامل ومرضعة، مما يعرض الأمهات والمواليد الجدد لخطر جسيم، وفقا للسيد فليتشر.
وبشكل عام، تحتاج 9.6 مليون امرأة وفتاة إلى مساعدة إنسانية منقذة للحياة بشكل حاد، ويواجهن الجوع والعنف ونظام رعاية صحية منهارا.
وعلى الرغم من ذلك، يقول فليتشر إن النساء والفتيات لا يزلن في الخطوط الأمامية للتعافي والبقاء على قيد الحياة، مشيدا بالتزام مجلس الأمن بدعمهن ودعم نضالهن من أجل احترام حقوقهن الأساسية.