كيف تعيد أمريكا تشكيل سياسة إسرائيل تجاه غزة ولبنان ؟

/يتحدث الرئيس دونالد ترامب مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في الكنيست، برلمان إسرائيل، يوم الاثنين، 13 أكتوبر 2025، في القدس.Chip Somodevilla / Pool via AP

عين اخبار الوطن – نيوز i24

الإجراءات التي أعلنتها إسرائيل منذ آخر مكالمة بين الرئيس الأمريكي ونتنياهو أوضحت شيئًا واحدًا—أن ترامب يدفع بقوة نحو تغيير سريع في السياسة في الشرق الأوسط، مهما كلف الأمر.

مساء الاثنين (بتوقيت إسرائيل)، أجرى الرئيس الأمريكي ترامب مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو. وفي بيان موجز نسبياً حول المكالمة، قالت رئاسة الحكومة إن الزعيمين “شددا على أهمية وضرورة نزع سلاح حماس وتجريد قطاع غزة من السلاح، وناقشا توسيع اتفاقيات السلام.”

لكن بالنظر إلى الخطوات التي أعلنتها إسرائيل في أقل من 48 ساعة منذ المكالمة، يتضح أمر واحد: ترامب ضغط بشدة على نتنياهو، وردًا على ذلك، يغير نتنياهو سياسته بشأن غزة ولبنان.

 

بداية، منذ المكالمة، لم تنفذ إسرائيل أي غارة جوية في لبنان، رغم أنها كانت تنفذ في المتوسط غارتين يوميًا خلال العام الماضي. ويُحتمل أن يكون ذلك أيضًا بسبب الزيارة عالية المستوى للبابا ليو الرابع عشر إلى بيروت، لكنه أمر لا يزال جديرًا بالملاحظة.

في اليوم التالي للمكالمة، أعرب نتنياهو عن خطاب تصالحي بشكل مفاجئ بشأن سوريا عندما التقى بجنود الاحتياط في جيش الدفاع الإسرائيلي الذين أصيبوا في اشتباكات في سوريا. وقال نتنياهو: “بروح طيبة وتفهم… من الممكن أيضًا التوصل إلى اتفاق مع السوريين، ولكننا سنظل نتمسك بمبادئنا في جميع الأحوال”.

صباح الأربعاء، بعد 36 ساعة من الاتصال، أعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل سترسل ممثلاً نيابة عن مجلس الأمن القومي الخاص بها للتواصل مع الحكومة اللبنانية في محادثات اقتصادية، وهي أول محادثات مباشرة بين البلدين منذ عقود. تذكير فقط: عندما وقعت إسرائيل اتفاقًا لترسيم الحدود البحرية مع لبنان في عام 2020، قال نتنياهو، وكان حينها في المعارضة، إن إسرائيل فعليًا أبرمت “اتفاق استسلام” مع حزب الله.

بعد وقت قصير من إعلان ديوان رئيس الحكومة، قال الجيش الإسرائيلي إن معبر رفح الحدودي سيُعاد فتحه جزئياً في الأيام القادمة “حصريًا لخروج السكان من قطاع غزة إلى مصر.” حتى الآن امتنعت إسرائيل عن السماح بإعادة فتح المعبر، حيث لم تعيد حماس جميع جثامين المختطفين بعد، وكان استمرار إغلاقه يُعتبر آخر ورقة ضغط تمتلكها إسرائيل على حماس دون اللجوء إلى ضربات في غزة.

بينما سيتم تشغيل المعبر من قبل الاتحاد الأوروبي، سيكون هناك مسؤولون من السلطة الفلسطينية يعملون إلى جانبهم، على عكس الوعود المستمرة من نتنياهو بأن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى قطاع غزة.

إذًا، ماذا لدينا هنا؟ في اليوم ونصف اليوم الذي مر منذ مكالمة ترامب-نتنياهو، تخلت إسرائيل عن أداتها الرئيسية في غزة وأعادت تقديم السلطة الفلسطينية في غزة، وبدأت محادثات اقتصادية مع دولة تُعتبر من الناحية الفنية عدوة، كما أنها تمسك عن التصعيد في لبنان وسوريا. باختصار، الضغط الأمريكي حاضر بقوة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى