بن زايد يتحدى بن سلمان … الإمارات والسعودية واليمن على كف عفريت

مصدر الصورة، GETTY IMAGES

✍️ عبدالقادر الجنيد
***
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٥

**
أولا الإمارات تتحدى السعودية
**

عبدالخالق عبدالله، يغرد في تويتر متحديا وساخرا ومهينا لقائد التحالف العربي اللواء السعودي تركي المالكي، في أكثف ثلاثة سطور في تاريخ التغريدات:

١- “انت لست قائدا للتحالف العربي”
(أنت دَعِي، وتقول شيئا غير صحيح لأن منصبك قد انتهى عمليا عندما انسحبت أبو ظبي من حرب البمن)

٢- “هذا التحالف قد انتهى في 2119”
(بعدما انسحبت الإمارات من حرب اليمن، انت لم تقم بشيئ منذ ذلك الوقت لأن الإمارات هي التي كانت تقوم بكل شيئ)

٣- “حرر صنعاء أولا يا بطل”
(هذه أكثر من سخرية وتصل لدرجة الإهانة لأن التحالف قام أصلا بغرض تحرير صنعاء وقد فشل. وأن المالكي سوف يفشل أيضا في حضرموت)

٤- “شعب الجنوب وحده يقرر مستقبله”
(هذا ليس سخرية فقط ولكنه تحدي مهين بأن الإمارات هي التي سوف تقرر مستقبل الجنوب وليس السعودية)

**
ثانيا؛ ما هي قيمة عبدالخالق عبدالله؟
**

هو لسان رئيس الإمارات محمد بن زايد، الذي يرسل الرسائل غير الرسمية unofficial messenger
والأهمية،هي أنه:
١- يعرف اتجاه المزاج السياسي في أبوظبي.
٢- يعرف سقف الثقة أو الاستهانة بالطرف الآخر.
٣- يعرف إلى أي حدّ يمكن الذهاب دون خوف.
٤- ربما حتى وأنه مكلف رسميا من الرئيس الإماراتي بنشر هذه التغريدة.

يعني أن الموضوع في غاية الجدية.

وكأن الإمارات تنصب فخا للسعودية.
وكأن الفخ المنصوب للسعودية قد اكتمل وقد أصبح بانتظارها.
وكأن الإمارات تريد فعلا أن تنفذ السعودية تهديدها ب “التعامل العسكري المباشر” مع قوات المجلس الانتقالي إذا لم تنسحب من حضرموت.
وكأن الإمارات تريد أن تتحارب مع السعودية داخل اليمن.

**
ثالثا: أبو ظبي تضع السعودية في الزاوية الإماراتية
**

١- الإمارات تدفع السعودية إلى الزاوية الإماراتية
*
لا توجد أي دولة خليجية عربية قد تحدت السعودية في الشأن اليمني، من قبل كما تتحداها الإمارات هذه المرة.
قد جاءت دول خارجية إلى اليمن من قبل متحدية للسعودية، مثل مصر في ١٩٦٢، والإتحاد السوفييتي في١٩٦٨، وإيران في ٢٠١٤… ولم تتحملهم وصارعتهم.
السعودية، صارعت الاتحاد السوفييتي في أفغانستان بينما صارعت مصر وإيران داخل اليمن ، وحاربتهم بنفسها.

٢- السعودية كانت تأمل بانسحاب الإمارات
*
السعودية كانت تفضل لو أن الإمارات قررت الانسحاب بهدوء
السعودية، لا تريد الخروج من الزاوية الإماراتية بالتصادم.

٣- خطورة تحدي الإمارات للسعودية
*
٩٩٪؜ من خطورة الدور الإماراتي في اليمن وفي السودان وليبيا وفي أي صراع آخر،
، هي بسبب أنها لا تنسحب حتى لو تسببت بكوارث إنسانية ومجازر وانحدرت معايير القيم والأخلاق وتمزقت الأنسجة الاجتماعية وتدمرت الأوطان التي تتدخل فيها.

**
رابعا: الإمارات ترمي بالقفاز في وجه السعودية
**

السعودية أصبحت هي المحرجة بدل الإمارات.

قبل تغريدة عبد الخالق عبد الله، كانت الإمارات هي المحرجة:
لو انسحبت الإمارات سلميا في حضرموت، فقد انتهى دورها السياسي إلى الأبد.
لو حاربت الإمارات السعودية، فسوف تدخل المنطقة كلها نزفا غير مسبوق.

الإمارات، لم تتحمل أن تكون هي التي خضعت للتهديد السعودي بضرورة الانسحاب من حضرموت.
والآن قد أصبحت السعودية هي التي في الوضع الحرج والمحرج.
فهل من المعقول أن تقبل السعودية بما لم تقبل به الإمارات؟
هل من المعقول أن تخضع السعودية لتهديد الإمارات الممزوج بالتحدي والسخرية والإهانة؟
الإمارات، هذا اليوم، ترمي بالقفاز في وجه السعودية.

**
خامسا: القرار السعودي في كف عفريت
**

الخضوع للإمارات، نوع من الانتحار السياسي.
التصادم مع الإمارات، له عواقب سياسية واقتصادي واستثمارية.

هذه هي من أهم اللحظات الحرجة في تاريخ السعودية.
هل ستصارع الإمارات؟
هل سوف تضحي ببيانات اللواء تركي المالكي؟
هل سوف تضحي ببيان الأمير خالد؟
أم هل سوف تبتكر السعودية للإمارات وأعوانها داخل اليمن خازوقا غير مسبوق؟

تتطور الأحداث بسرعة في الشأن اليمني كل عدة ساعات.

اليمن والسعودية والإمارات على كف عفريت.

عبدالقادر الجنيد
٢٧ ديسمبر ٢٠٢٥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى