بيان تابع شباب الحزب الإشتراكي اليمني في روسيا الاتحادية

عين اخبار الوطن الحر

باهتمام بالغ مجريات الأحداث على الساحة الأوكرانية خلال الأسبوع الأول من العملية العسكرية التالية لإعلان بوتين الإعتراف بجمهوريتي( دونيتسك ولوغانسك) في خطوة إجرائية بأنه لابد لها من الدفاع عن السكان الروس الذين يتعرضون لأعمال عسكرية منذ ثمان سنوات من قبل سلطة النازيين الجدد في كييف .

ويرى شباب الحزب في موسكو أن ما جرى ويجري في أوكرانيا هو سلسلة نهج ظاهره ديمقراطي زائف وباطنه عدائي واضح لتاريخ أوكرانيا وشعبها ومنجزاته ، سواء تلك التي قامت وتشكلت منه وبه جغرافيا البلد خلال التاريخ القيصري في نشأتها الأولى او تلك المتحققة خلال الحقبة الإشتراكية .

اليوم وعلى مدى ثلاثة عقود من المؤامرة المفتوحة ابتداً بتحويل مكتسبات هذه البلد وإنجازاته المتحققة اقتصادياً و اجتماعياً من خلال ممارسات الطبقة الاوليغارشية الناشئة والصاعدة لتوها ، منذ لحظة ما يسمى باستقلال أوكرانيا المزعوم عن الأتحاد السوفيتي جراء سياسات الغلاسنوست الخورباتشوفية، التي أودت بأعظم منجزات شعوب روسيا وعموم السوفييت، والتي تحولت بعناوينها الجوفاء الى منطلقات و إجراءات تخريبية و إستيلائية للخاص لكل ما هو عام من مكتسبات الدولة والمجتمع في ميادين شتى ،
ففي ميدان الصحة ،التعليم والسكن تعرضت البنى والمؤسسات القائمة من روافع العدالة الاجتماعية في المشافي ،الجامعات والمعاهد التابعة للدولة وتلك الضامنة لمجانية الخدمات لعموم السكان الى ابشع عمليات تعطيل وتجريف وخصخصة، تحرم وتسلب مجموع السكان وحقه المشروع في مجانيتها لصالح الاوليغارشية النهبوية.

كما تحولت منجزات البلد العمومية المتحققة في مجال صناعة الحديد والصلب وصناعة السلاح وأجزاء مهمة من صناعة الصواريخ البالستية و من السلاح النووي ،وصناعة السفن ، والطائرات و السيارات خلال الحقبة السوفيتية الى نهباً مفتوحاً لمنظري ومروجي إقتصاد السوق الجدد في موجاته العاتية القادمة من الغرب ،والتي اتخذت من إنهيار الأتحاد السوفيتي فرصة التاريخ وهدية السماء .

إننا اليوم جميعا نتابع ما جرى ويجري في أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي ليس باعتباره حدثاً وليد لحظته بقدر ما ننظر إليه باعتباره امتداداً لتراكم سياسات نهبوية سخرتها سلطات ما بعد الإستقلال المزعوم وامتداداً لسياسات و أطماع توسعية للغرب بشقيه الأمريكي والأوروبي بلغ حد السيطرة و الإقتطاع لأجزاء كبيرة من جغرافيا الأتحاد الروسي المتداخلة بالتكوين الأوكراني في أقاليم(دونباس،القرم ،واوديسا) وغيرها حيث أتت لحظة الإنهيار السوفياتي فرصة إنقضاض وتمدداتها تارات وبلغت حدها في الحلول محله تارات من جهاته شرقاً وغرباً وجنوباً مست نقاط الأتحاد الروسي ذاته .

وعلى مدى ثلاثة عقود تراكمت الممارسات والسياسات التي حولت من أوكرانيا ساحة عداء وساحة ينطلق منها العدو مستخدماً أرضها وثرواتها ،بل ومن إنجازات البلد نفسه المتحققة وتلك المتبقية من منجزات الأتحاد السوفيتي الى سلاح فتاك جاهرت سلطة( زيلنسكي) كأخر منتجات السلطة المصنوعة بأدوات الرأسمالية الصهيونية بمشروع إستكمال إنتاجها النووي مهدداً القلب من روسيا المتاخمة .

ونحن اليوم شباب الحزب ننظر لما يحدث اليوم في أوكرانيا ليس بمعزل عن سلسلة أحداث متتالية جرت في هذا البلد وليس بمعزل عما جرى ويجري في مناطق اخرى من العالم بلغت فيه سياسات امريكا وأدواتها العدائية نحو جهات العالم كله حدا لم يعد معه للصبر حدود ،ففي الحالة الاوكرانية كان على روسيا ان تتبع سبلاً لابد مناص منها للحد او للحفاظ على مجالها الحيوي و إستعادة مجال أمنها القومي وإعادة الأمور الى نصابها .

ونحن إذ نرى مجريات ما حدث ويحدث هنا فإننا في اليمن لم نكن يوماً منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي ببعيدين من نتائج ممارسات وحروب الغرب الأمريكي والأوروبي وأدواته منذ التسعينات على بلادنا ،حيث تعرضت منجزات إقتصادية و بنى سياسية ومؤسسات عسكرية وطنية للتفكيك والتجريف والخصخصة في صفقات وتصفيات لمؤسسات القطاع العام، ليس باعتبارها مؤسسات وطنية تابعة للدولة ولمصلحة عموم الشعب بل بتوصيفها بانها بنى قامت على نهج دولة القطاع العام .

لقد كان من نتيجة السياسات الأمريكية والغربية عقب إنهيار الأتحاد السوفيتي من حروب انتقامية ظالمة وبشعة في شرق أوروبا وفي مختلف دول العالم بقصد تصفية و استئصال كل إنجازات البشرية ، لا لشئ إلا لصلتها بشكل من الأشكال بمنجزات الثورة العالمية الكبرى و إقترانها بصيغ مؤسس وصانع ثورة اكتوبر الإشتراكية العظمى( فلاديمير اليتش لينين ) التي كان لها أثرها العظيم في إنشاء دولة العمال والفلاحين والجنود وعاصمتها موسكو ، وفي دعم حركات التحرر الوطني التي سادت بلاد العالم قاطبة ومن ثم إنتصارها العظيم في دعم ثورة الصين الشعبية و إقترانها بالحرب الوطنية العظمى، كاعظم تضحية في حرب الحقت الهزيمة بالنازية، ومن ثم دعمها المشروع لحركات تحرر وطني عالمياً و إتساع رقعة القوى المناهضة للإستعمار العالمي في هزائم الإمبريالية في فييتنام وكوبا وغيرهما ومصر عبدالناصر .

إن روسيا اليوم جزءاً من هذا التاريخ التي لايمكنها ان تكون إلا جزء منه والا تكون إلا جزء من نضال الشعوب ضد حروب الغرب الهمجية في مختلف بلاد العالم ،في سوريا واليمن، وفي ليبيا والعراق ،وفي دول امريكا اللاتينية ،ولاشك ان لحظة تاريخية تتشكل مع خصوصية كل بلد ومساره ولكن بإتجاه التحرر من الهيمنة الإستعمارية والأطماع النهبوية الإحتلالية المصنوعة في دوائر الغرب ووكلائه المحليين في كل بلد على حدة.

ومن هذا المنطلق فإننا نعبر عن موقفنا الذي اخترناه من منطلق إيماننا بمبادئ العدالة والتحرر وانطلاقاً من المبادئ الحقيقية للإشتراكية ومن المبادئ الماركسية اللينينية في التحليل الملموس للوضع الملموس، وعلى طريق المناهضة والمقاومة المشروعة ضد الهيمنة الإستعمارية ومشاريع السطو على حقوق الغير وسيادتهم ، فإننا بالقدر نفسه نتفهم مخاوف روسيا وحقها في إجراءات من شأنها تأمين إطفاء لهيب الفتن واخماد جمرة النازية القومية في مجالها الحيوي وبلوغ أمنها القومي نقاطه القصوى في إزالة بؤر التوتير المفتعلة ومناطق الخطر التي تتهددها .

صادر عن شباب الحزب الإشتراكي في روسيا الاتحادية
تاريخ 3.3.2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى