الدستور… لماذا أكتب اليها

✍️ بسمة العواملة
لعقود خلت كنت ولا زلت منذ بواكير الصباح الأولى، املك ذاك الشغف لتصفح الصحف الورقية، حتى في ظل التطور التكنولوجي، وانتشار المواقع الالكترونية وتنوع وسائل التواصل الاجتماعي، الا أن متعة تقليب أوراق الجريدة، لا زالت تأسرني، ولسبب لا أعلمه كنت أبدأ القراءة من الشمال الى اليمين، أي كنت أبدأ من النهايات لأعود الى البدايات، لربما يعود ذلك الى ايماني المطلق بأن النهايات تشبه البدايات في كثير من زوايا الحياة .
و قد لازمني شغف القراءة هذا، الى أن أصبح من بين كتّاب أعمدة صحيفة الدستور العريقة ، هذه الصحيفة الشامخة كنخلة باسقة أصلها ثابت وفرعها يرنوا الى أفق بعيد .
و لطاما تساءلت عن سبب اطلاق مسمى الدستور على هذه الصحيفة اليومية، التي كانت نتاج دمج جريدتي ( فلسطين والمنار ) في ذلك الحين .
و وجدتُني أُجري مقاربة سريعة بين الدستور الذي يعتلي قمة الهرم الخاص بقانون الدولة، والذي يساعد في حماية الحريات وفي ارساء الحكم الديموقراطي، وبين الدستور كصحيفة أردنية عريقة تتربع على عرش الصحافة الأردنية فكان هناك كثير من التقاطعات والمقاربات فكما للدستور مكانته وسموه في المنظومة القانونية كان هناك أيضا مكانة رفيعة لصحيفة الدستور، وكما تكون الحاجة لتنقيح الدستور القائم لكي يسنجيب على نحو أفضل للتغييرات والمستجدات في أي مجتمع لكفالة تعزيز حقوق الانسان والحريات الأساسية واحترامها وحمايتها على نحو أفضل .
كان لصحيفة الدستور أيضا تلك المكانة في قمة الهرم للصحف الأردنية كافة وكان لها هذا الدءب المستمر في الالتزام بالخط الوطني الواضح المنتمي للوطن والمنحاز لقضايا الأمة والسعي الدائم للمساهمة في تكوين الرأى العام على كافة المستويات سياسيا اقتصاديا واجتماعيا انطلاقا من نهج فكري ملتزم بمواكبة مسيرة الدولة الأردنية الحديثة وفي متابعة جميع المستجدات والقضايا على المستوى العربي والعالمي.
و لأن الاستمرار في اعتلاء القمة يتطلب مواكبة التطور التكنولوجي وثورة المعلومات الرقمية، فقد عمدت صحيفة الدستور في سنوات سابقة الى اطلاق موقعها الالكتروني،، بالاضافة الى تطبيقات للصحيفة على الهواتف الذكية لضمان وصول المعلومة والخبر الصحفي الموثق لكافة شرائح المجتمع الأردني والعربي، وباتخاذها هذه الخطوة كانت السبَاقة على مستوى الوطن العربي في اطلاق هذا الموقع على شبكة الانترنت لتتيح للمتصفح خيارات عديدة .
فلا غرابة ان هي انتزعت المكانة الأولى على الصحف العربية كافة باعتبارها الأكثر تأثيرا خلال عام 2020 .
بلاضافة الى اعتمادها في الأمم المتحدة كمؤسسة اعلامية رسمية متواجدة بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، مؤسسة تتبنى خطابا اعلاميا مواكب للحدث ويمتاز بالمصداقية العالمية في نقل الخبر.
و أجدني أكتب اليها لأقول أم الصحافة الأردنية ومنارة الصحف العربية نتمنى لك دوام الاستمرار والازدهار.