أمريكا ..عندما يتقمص الشيطان دور الملائكة

 

كتب | صفوان القرشي ..

لأمريكا سجلُ حافل من الإرهاب الدولي وصفحات سوداء لاتحصى من انتهاكات حقوق الإنسان والدوس على القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة .

أمريكا التي تحاول اليوم شيطنة روسيا وتأليب العالم ضدها بسبب حربها في أوكرانيا , الحرب التي يعرف الجميع أن أمريكا هي السبب الرئيسي لندلاعها , هي أمريكا نفسها التي دمرت العراق بعد ان ابتدعت كذبة الأسلحة الكيماوية , وبسبب هذه الكذبة الأمريكية قتل مئات الالأف من العرقيين ودمر وطنهم , وهي من انتهكت سيادة بنما وليبيا وافغانستان وسورية والصومال وغيرها من الدول .

وهي أمريكا التي تحاصر كوريا الشمالية وإيران وفنزويلا وكوبا منذ عقود وبشكل اوحادي ودون أي مسوغات من القانون الولي أو غطاء أممي يخول لها ذلك , فقط لأن هذه الدول ترفض الهيمنة الأمريكية وترفض أن تكون تابعة مطيعة للسيد الأمريكي .

كما ان أمريكا هي الدولة الوحيدة التي استخدمت القنابل الذرية وقتلت مئات الألاف في نجازاكي وهورشيما اليابانيتين,وما فعلته في فيتنام ليس ببعيد .

وهي أمريكا أيضاً التي تصادر حقوق الشعب الفلسطيني وتدعم بكل قوة دولة الكيان الصهيوني وممارساتها القمعية وسياساتها العنصرية والإجرامية التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يلتزم الصمت والخضوع خوفاً من إغضاب أمريكا وطمعاً في رضاها أو بالأصح تجنباً لشرها .

وأمريكا التي ترفع اليوم صوتها دفعاً عن سيادة أوكرانيا وحقوق شعبها هي نفسها أمريكا التي تزود السعودية والإمارات بمختلف الأسلحة الفتاكة والمحرمة دولياً ومنذ سبع سنوات لتدميراليمن وقتل شعبه , وليس هذا فقط بل تعمل على توفير الغطاء السياسي والشرعنة لكل الجرائم التي راح ضحيتها عشرات الالاف من المدنيين من أطفال ونساء من أبناء اليمن , كما تمارس كل وسائل الضغط والهيمنة على الأمم المتحدة والدول الأخرى لمنع اتخاذ أي مواقف تدين السعودية والإمارات على ما تقترفاه من جرائم حرب في حق الإنسانية , وما الحصار الجائرعلى اليمن ومنع دخول المشتقات النفطية والأغذية وشحنات الأدوية واغلاق المنافذ الجوية والبحرية والبرية بهدف تجويع ملايين اليمنيين الا أحد الأساليب التي تتبعها أمريكا لأبادة الشعب اليمني .

لكن الغريب كيف نجحت أمريكا في غرس الروسيفوبيا في نفوس دول أوروبية متحضرة مثل ألمانيا وفرنسا وهولندا وغيرها لتصبح خاضة ودون وعي للسياسة الأمريكية ومتماهية لكل ما يصدرمن قرارات عن السيد الأمريكي وعلى حساب شعوبها التي ستدفع ثمن هذه الطاعة العمياء عاجلاً وليس آجلاً.

نعم أيها السادة أن أمريكا مهما حاولت تسويق نفسها كحامية للقانون الدولي ومدافعة عن حقوق الإنسان ومحافظة عن سيادة الدول و استقلالها وحريتها , فإنها لن ولن تستطيع أن تمحو من ذاكرة الشعوب جرائمها وانها الأم الحنون للإرهاب بكل أشكاله والراعية الأولى لجميع التنظيمات الإرهابية بكل مسمياتها.

والحقيقة المطلقة أن الشيطان يبقى شيطاناً مهما حاول الظهور بشخصية الملاك , وهذه هي حقيقة الشيطان الأمريكي الذي يحاول اليوم أن يقنع شعوب الأرض بأنه ملاك طاهر !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى