خريف موارب !

صباح نور الصباح –
خريف موارب !
كان خريفا مواربا..
بنكهة التوت البرّي
وطراوة العشب..
وكان إسمُكَ تعويذة بوهيميّة وقدّاس القمر حين يسامر البحر..
ناديتني !
انتفضت ماردة عشق…
نفضت عن كتفيّ أوراق الخريف وغبار العمر
ومن شعري أزلت عناكب القهر..
تكحّلت بك…حلمت بك…
فصرت إنعكاس روحي في مرآة روحي..
وٱنصهار الملح في مائي حين يحركه الشوق..
يا رجلا أولد من مقلتيه
وعلى صدره أتلاشى : غيمة يشربها ضوء الشمس ..
أخبرني كيف لي أن أتكثّف على راحتيك سحابا !
ثم أولد من بين أناملك : أنثى ماء
وزنبقة ضوء !
أخبرني كيف أفد إليك ملتحفة بالشوق ، سافرة من أحزاني
وأنصهر فيك عشقا
ثم أعود بدهشتي البكر !!!
يا من صيّرتني حورية تراود اليمّ من أجل الغرق..
وراهبة تطلّق الدير وتتزوج: جنون الحب
وجورية تقايض دفء الربيع بحبة طلع !
أخبرني كيف من أجل عينيك صرت : إنَانَا الحب تراود بوذا وتحرق نواميس الشرق !!!!
وكيف صار إسمك تعويذتي
لأزدهر كحضارة بلاد الرافدين ..
أخبرني : كيف بهمسة أغلقت باب الخريف الموارب
وفتحت ألف باب لربيع العمر !!
صباح نور الصباح
تونس
2_5_2020
إعادة نشر