مواطن يبحث عن وطن (69)

✍️حسن الوريث
.. دراجات الموت ورصيف هوائي للمواطن ..
قلت لزميلي المواطن العزيز..
مرة أخرى وربما لن تكون الأخيرة كدت مساء امس اثنا عودتي للمنزل أن اتعرض لحادث مروري بدراجة نارية جاءت من خلف إحدى السيارات بسرعة كبيرة كاد ان يصدمني لولا لطف الله وعنايته .. ولا أدري ماهي قصتي مع الدراجات النارية وهي مشكلة كل المواطنين الذين صارت هذه الدراجات تمثل رعبا حقيقيا لهم وهذا ما جعلني أقطع الصمت واعود للكتابه مرة أخرى لان الموضوع لم يعد يحتمل اطلاقا .
قال لي زميلي المواطن العزيز..
اولا اقول لك يا زميلي الصحفي .. الحمد لله على السلامة .. وثاتيا فإن
كلامك اكيد فقد اصبحت الدراجات النارية كابوس يطارد المواطن في كل مكان وشرطة المرور تكتفي بأن تتفرج علينا ونحن نتعذب ونواجه الدراجات النارية وإزعاجها ..
قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. كلامك صحيح وفي محله فحينما تقود سيارتك تعيش رعب حقيقي من الدراجات النارية فلا تدري من أين ستأتي الدراجة من خلفك ام امامك ام بجوارك ام فوق سيارتك وحينا تمشي في الشارع فقد اصبح الشارع ضيقاً السيارات في وسط الطريق والدراجات في جوانبه وهناك الكثير من سائقي الدراجات يمشون بدراجاتهم فوق الرصيف المخصص للمشاة وبالتالي أصبح المواطن يعيش في رعب وجحيم حقيقي من الدراجات النارية وأصبحنا بحاجة إلى أن تبتكر وزارة الأشغال العامة والطرق رصيف هوائي يمر عليه المواطن بدلاً عن الرصيف العادي الذي احتلته الدراجات النارية.
قال لي زميلي المواطن العزيز..
فعلا يا صديقي الصحفي .. نحن نشاهد أفراد شرطة المرور يتفرجون على الدراجات النارية وهي تعبث بقوانين المرور كيفما يشاء أصحابها فعندما تقف في الجولة بسيارتك احتراماً لإشارة رجل المرور ترى الدراجات النارية تمر دون رادع ولا حسيب ولا رقيب ولا حتى ادنى خوف من أن رجل شرطة المرور سيحرر مخالفة لانه يبدو أن لديهم تعليمات بتركها دون أي اعتراض.. وهكذا اصبحت الدراجات بعبع يخيف الجميع وفي مقدمتهم المرور أنفسهم.
قلت له يا زميلي المواطن العزيز..
لو أننا نظرنا بإمعان إلى حوادث الدراجات النارية وما تخلفه من كوارث وحوادث تودي بحياة المئات وتصيب الآلاف شهرياًُ وترسل العشرات إلى صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وتسبب خسائر بملايين الريالات لأدركنا تماماً فداحة المشكلة التي ستصبح يوماً كارثة يصعب التغلب عليها.
قال لي زميلي المواطن العزيز..
عندما نتحدث في موضوع الدراجات النارية وماتسببه من كوارث فاننا لا نريد أن نقطع أرزاق أحد ولكنها دعوة لتنفيذ حملة قوية لتنظيم حركتها لتلتزم بقوانين المرور وتكون مثلها مثل السيارات والمركبات ولا تعامل كمشاة وذلك كي يسير المواطن في الشارع بأمان ولا تحتاج وزارة الاشغال إلى عمل خطوط خاصة بالدراجات أو أرصفة هوائية للمشاة.
قلت له يا زميلي المواطن العزيز..
تحدثنا كثيراً عن مشاكل الدراجات النارية وحوادثها وكوارثها لكن لاحياة لمن تنادي وأن الأجهزة المعنية والمختصة في سبات عميق رغم كل الإشكاليات المرورية والأمنية التي تسببها على كافة المستويات والأصعدة بل أن هناك فتور شديد يقابل تجاه ذلك من قبل الحكومة وأجهزتها المختلفة وفي اعتقادي أن هذه الأجهزة لن تتحرك لكبح جماح هذه الظاهرة التي صارت تزعج الجميع بما فبها الحكومة التي تعاني كثيراً منها سواء من خلال تصاعد الجرائم الجنائية وعمليات السرقات التي ترتكب باستخدام الدراجات النارية أو تزايد الحوادث المرورية على نحو لا يمكن أن تجده في أي دولة أخرى وحتى تصرفات سائقي الدراجات النارية التي أصبحت لا تطاق من كافة النواحي ومانشاهده في الجولات والشوارع من الوقوف العشوائي للدراجات النارية وكذا تحويل الكثير من الأماكن إلى مواقف وفرز لهذه الدراجات ما يعيق الحركة للسيارات وحتى للمواطنين وأصبحت مواقف شبه رسمية والمصيبة أن رجال المرور يشاهدون كل ذلك ولا يستطيعون عمل أي شيء لمنع هذه الظواهر .
قال لي زميلي المواطن العزيز..
هذا كلام صحيح لكننا حين نطالب بمعالجة المشكلة فإننا لا نطلب قطع أرزاقهم أو منع الدراجات النارية نهائياً لكن الأمر يتطلب وضع حلول ومعالجات للإشكاليات المختلفة التي تسببها سواء الأمنية أو المرورية أو غيرها وفق دراسة واقعية متكاملة وتنظيم استخدامها من خلال ترقيمها وعدم السماح لأي دراجة تعمل بدون لوحات وحتى ارتداء الخوذة الواقية كما يجب إلزام سائقي الدراجات بلوائح وأنظمة المرور والمتابعة الدقيقة لأي مخالفات يرتكبونها ومعاملتهم كمعاملة السيارات والمركبات المختلفة وغيرها من الحلول التي يمكن أن تسهم في معالجة هذه الظاهرة التي نعرف انها شر لابد منه ولكن يجب تنظيمه وليس الهروب منه كما يفعل جهاز المرور الذي تخلى عن مسئوليته تجاه كارثة الدراجات النارية وقال انها ليست من اختصاصه وربما انها من اختصاص المرور في جزر واق الواق وقد سبق وتحدثنا في هذا الأمر وقلنا أن جهاز المرور تحول الى إدارة للجباية فقط يبحث عن أموال وترك وظيفته الخدمية إلى وظيفة جباية الأموال ويبدو أيضا أن هذا هو توجه الدولة والحكومة بتحويل كافة الجهات الحكومية الخدمية إلى جهات جباية فقط .
قلت له يا زميلي المواطن العزيز..
وانا معك فيما طرحته والمطالبة بتنظيم الدراجات النارية وإذا كانت الدولة تريد منعها فيجب عليها ان تشتريها من أصحابها واستبدالها بمشاريع صغيرة أو استيعاب سائقي الدراجات ضمن مشاريع وبرامج بحسب مؤهلاتهم فمن كان لديه مؤهل جامعي يتم توظيفه ومن كانوا غير مؤهلين يتم توفير مشاريع صغيرة لهم وغيرها من الحلول التي يمكن ان تسهم في معالجة هذا الوضع القائم ولا يجب ترك الموضوع بهذا الشكل العشوائي والذي يسبب مشاكل كبيرة من كافة النواحي والجوانب فلا ضرر ولا ضرار ولابد من الوقوف امام هذه الظاهرة بجدية.
قال لي زميلي المواطن العزيز..
مرة أخرى الحمد لله على سلامتك ونتمنى أن تكون رسالتنا وصلت إلى من يهمه الأمر وان يتم وضع حد لهذا الأمر وتخليص المجتمع وإنقاذه من شر دراجات الموت وحوادثها وكوارثها ومحاسبة كل من يتهرب من مسئوليته تجاه المواطن والوطن وعدم ترك الحبل على الغارب او انشاء رصيف هوائي للمواطن كحل اخير اذا لم تتمكنوا من تنظيمها وحتى لا يبقى الوضع كما هو عليه.. جحيم ورعب للمواطن الذي مازال وسيظل يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب.
من صفحة الكاتب على فيسبوك