“إعلان جدة”.. خطوة أولى أم فشل في وقف إطلاق النار بالسودان؟

عين اخبار الوطن – الحرة
بدأ القتال في السودان بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، منذ نحو شهر، وشهدت الليلة الماضية تطورا جديدا حيث اتفق طرفا النزاع بوساطة سعودية أميركية على “إعلان مبادئ” لحماية المدنيين.
لم يشهد الإعلان الموقع عليه في مدينة جدة أي التزام بوقف إطلاق النار، وبالفعل تواصلت العمليات القتالية بين الطرفين المتنازعين، وأشار محللان إلى أنه لا يمكن ضمان تنفيذ هذا الإعلان في وقت تنتشر القوات في مناطق سكنية ومرافق مثل محطات المياه والمستشفيات، وإصرار الطرفين على استمرار القتال.
بموجب الإعلان الموقع، يسمح الطرفان للمدنيين بمغادرة مناطق الصراع وحماية الاحتياجات اللازمة لبقائهم على قيد الحياة، وحماية كافة المرافق الخاصة والعامة والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية.
ويلزم الإعلان الجانبين بالامتناع عن تجنيد الأطفال والاحتجاز التعسفي للمدنيين وكل أشكال التعذيب، والالتزام “بسيادة السودان والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه”.
ويشير الإعلان إلى أنه لن “يؤثر على أي وضع قانوني أو أمني أو سياسي للأطراف الموقعة عليه”، وهو لا يرتبط بـ”الانخراط في أي عملية سياسية”.
يسر المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية أن تعلنا أنه في (11مايو 2023م) في جدة، المملكة العربية السعودية، وقع ممثلو القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان pic.twitter.com/gQoZYQpGFJ
— وزارة الخارجية 🇸🇦 (@KSAMOFA) May 12, 2023
فشل في جدة؟
لا يتحدث الإعلان عن أي وقف للقتال، وأشار بيان لوزارة الخارجية الأميركية حول توقيع الإعلان، إلى أن المحادثات في جدة ستركز بعد التوقيع على التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق نار فعال لمدة تصل إلى عشرة أيام.
كما ذكر أن هناك تدابير يجرى مناقشتها تتضمن “آلية مراقبة سعودية-أميركية لوقف إطلاق النار بدعم دولي”.
يرى المحلل السعودي والمستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية، سالم اليامي، أن إعلان المبادئ “مجرد بداية وأن ما يحدث في السودان صعب، فالمفاوضات في جدة بدأت منذ نحو أسبوع ويبدو أن الخلاف كبير”.
وأشار اليامي في تصريحات لموقع “الحرة”، إلى أن الأحداث على الأرض لا تسمح بحدوث التقارب و”اكتفت الأطراف الراعية بإعلان المبادئ وتنظر إليه كخطوة أولية بعدها أعتقد يمكن الوصول إلى التزام أوضح بوقف إطلاق النار أو التوصل لخارطة طريق لإنهاء الخلاف”.
ولكنه عاد وأكد أن الوسطاء يحاولون تمهيد وتوفير الأجواء لحوار “لكن لو لم يكن للأطراف السودانية رغبة حقيقة للحل ووقف أسلوب التفاهم بالرصاص لن يمكن إجبارهم على شيء”.
بوقت سابق الجمعة، أبدى ممثل الأمم المتحدة الخاص للسودان، فولكر بيرتس، تفاؤله بشأن إمكانية توصل الوسطاء لوقف لإطلاق النار في السودان في الأيام القليلة المقبلة، وقال إنه تلقى تطمينات من أحد الطرفين بأنهما سيواصلان التفاوض في السعودية.
وقال للصحفيين في جنيف “أعتقد أن أهم عنصر في هذا التفاهم الذي تم توقيعه الليلة الماضية هو التزام الطرفين بمواصلة محادثاتهما”، لكن تصريحاته جاءت في ظل تواصل القصف الجوي والمدفعي في الخرطوم.
المحلل السياسي السوداني، عثمان ميرغني، أوضح لموقع “الحرة”، أن “إعلان المبادئ لا يوجد فيه التزام بوقف إطلاق النار، هو عبارات عامة مقتبسة من القانون الدولي، ويبدو أنه مجرد محاولة لإعطاء رسالة إيجابية بدلا من إعلان فشل في التفاوض”.
وأضاف أن القائمين على الوساطة وبسبب صعوبة المفاوضات قرروا تقسيمها إلى الشق الأول وهو إعلان المبادئ، قبل أن ينتقلوا إلى الشق الآخر المتعلق بالمفاوضات حول وقف إطلاق النار.