كوفيد التاسع عشر .. ” نحن نساق بالطبيعة إلى الموت ونساق بالعقل إلى الحياة “

 

✍️ صباح نور الصباح

كوفيد التاسع عشر ..

” نحن نساق بالطبيعة إلى الموت ونساق بالعقل إلى الحياة ”

أبو حيان التوحيدي
___________________

أفتح باب الصباح
يطالعني اليوم متشحا بالحزن
متكحلا بالضباب
غيم عاقر يكتظ بالأفق
آذار شيخ ضرير فقد عصاه
بريد الله معطٌل
ولا رسائل تفد من السماء
وهاذي الأرض : أتون الأشقياء !!!
__________________
أعود منهكة مني إلي
أوصد باب منزلي في وجه نهاري المجهد
أرى جمهور العاشقين متسربلا وراء الشاشات
جوالاتهم قوارب للنجاة
والحبيبات عناقيد العنب المشتهاة في يد العدم
والمحبون كؤوس العشق في يد القدر
أيها الرب !!!
هل تقتلنا الطبيعة
وينقذنا : الشعر والحب ؟
___________________

” إن هذا الحب في كل زمان وكل مكان
لكنه يشتد كثافة
كلما اقترب من الموت ”
هكذا حدثتنا يا ماركيز عن عشق فلورنتينو لفرمينيا…
كم هي أنيقة كوليراك يا نهر مجدولينا !
صيٌرت الإبحار في قارب محجور
خدعة العاشقين اللذيذة
للوصول إلى ما بعد الحب :
الحب لذات الحب ..
____________________
هنا والآن :
أرنو من شرفتي
تبا لا شيء يطالعني
سوى كوفيد التاسع عشر ملكا غاشما لمدينة الأشباح
أعود لكتبي ، لموسيقاي ،
أعدل عقارب ساعتي على ذبذبات الحياة
أقرأ للمسعدي :
“الحب والجمال ثأر الحياة من الغيب والعدم ”
أرسم على وجهي إبتسامة
أهش بها عبوس يومي
أكنس وجه الموت المتربص
أشعل أصابعي شموعا للأمل
وأفك جدائل شعري شموسا للفرح
من غرفتي أطرد رائحة الكلور برشة من عطر الورد
أفتح تسجيلا للست : أغدا ألقاك
فهنا والآن
مازال يراودني حلم بأن أكون أيقونة صباحاته
وعرائش الياسمين على شرفته في ليالي الصيف
هنا والآن ..
أفتح شاشة جوالي وأكتب
سلام وسلامة لكل العابرين
“إن كان لا شيء سينقذنا من الموت فلينقذنا الحب من الحياة ”
هكذا أخبرنا نيرودا العظيم…
صباح نور الصباح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى