فرنسا.. ماكرون ينهي “الجمود السياسي” بتعيين ميشيل بارنييه رئيساً للوزراء

 

عين اخبار الوطن – الشرق

مفوض أوروبا السابق في “بريكست” يعارض الهجرة وحصد عضوية البرلمان حين كان عمره 22 عاماً

عين الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الخميس، المفاوالأوروبي السابق في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، ميشيل بارنييه، رئيساً لوزراء فرنسا، وذلك بعد مشاورات “معقدة” استمرت قرابة الشهرين.

وقالت الرئاسة الفرنسية “الإليزيه” في بيان: “عين رئيس الجمهورية ميشيل بارنييه رئيساً للوزراء. يجب عليه تشكيل حكومة موحدة لخدمة البلاد والشعب الفرنسي”.

ويحل بارنييه محل جابرييل أتال، الذي استقال في 16 يوليو الماضي، بعد الانتخابات المبكرة، لكن ماكرون أبقاه لتسيير أعمال الحكومة، لحين اختيار رئيس وزراء جديد.

وفي أول تعليق، قال زعيم اليسار الراديكالي، الفرنسي جان لوك ميلانشون، وهو جزء من تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري الذي جاء في المركز الأول في الانتخابات المبكرة، ولكن دون أغلبية، إن “الانتخابات سُرقت من الشعب الفرنسي” بعد أن عين ماكرون ميشيل بارنييه.

وأضاف ميلانشون على منصة “إكس”، “بعد التصويت ضد الدستور الأوروبي في عام 2005، قام (بارنييه) بالتحضير للتصويت على نفس النص في الجمعية الوطنية (البرلمان)”. وتابع: “لقد صوّت ضد إلغاء تجريم المثلية الجنسية. ما معنى مثل هذه الرسالة؟”.

في المقابل، قالت مارين لوبان زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، إن دعم بارنييه “سيعتمد على برنامجه السياسي”.

معادي للهجرة

وقال زعيم الحزب الاشتراكي، أوليفييه فوري، وهو جزء من الائتلاف اليساري الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات، إن تعيين ماكرون لرئيس وزراء من الحزب الذي جاء في المرتبة الرابعة (الحزب الجمهوري) كان “إنكاراً للديمقراطية”. وقال فوري: “نحن ندخل أزمة نظام”.

وسيعتمد بارنييه على الدعم من الكتل الوسطية واليمينية في الجمعية الوطنية (البرلمان)، لكنه لا يتمتع بأغلبية مطلقة تدعمه. ويبلغ مجموع مقاعد الائتلاف المؤيد لماكرون ومجموعة اليمين الجمهوري المحافظ 213 مقعداً، وهو أقل من 289 مقعدا اللازمة للحصول على أغلبية مطلقة.

 

وأضاف البيان أن تعيين بارنييه يأتي بعد “دورة غير مسبوقة من المشاورات” من أجل ضمان حكومة مستقرة.

ويعد بارنييه، البالغ من العمر 73 عاماً، من أشد المؤيدين لأوروبا، وهو عضو في حزب الجمهوريين الذي يمثل اليمين التقليدي (يمين الوسط). وهو معروف على الساحة الدولية بدوره في التوسط في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ويتمتع رئيس الوزراء الجديد بخبرة 40 عاماً في السياسة الفرنسية والأوروبية، وشغل مناصب وزارية مختلفة في فرنسا، بما في ذلك أدوار وزراء الخارجية والزراعة والبيئة. شغل مرتين منصب مفوض أوروبي، بالإضافة إلى كونه مستشاراً لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. في عام 2021، أعلن بارنييه  ترشحه لانتخابات الرئاسة الفرنسية، لكنه فشل في حشد الدعم الكافي داخل حزبه.

وقال زعيم التجمع الوطني اليميني المتطرف، جوردان بارديلا، إن حزبه سينتظر إصدار الحكم على بارنييه، حتى يقدم رئيس الوزراء الجديد العرض التقليدي لأهداف السياسة في الجمعية الوطنية.

وكتب بارديلا على “إكس”، أن الحكومة “تحتاج إلى تقديم إجابات للطوارئ الكبرى التي تواجه الفرنسيين: القدرة الشرائية، والأمن، والهجرة”. كما حذر بارديلا من أن حزبه قد يحاول نسف حكومة بارنييه المستقبلية إذا لم تتم الإجابة على مطالبها.

ومعروف أن بارنييه لديه مواقف معادية للهجرة، فقد صرح في وقت سابق أن الهجرة غير النظامية من خارج الاتحاد الأوروبي “تضعف شعور فرنسا بالهوية”، داعياً إلى استعادة السيادة القانونية من محاكم الاتحاد الأوروبي.

وقال بارنييه سابقاً إنه يريد العودة إلى دور قيادي في السياسة الفرنسية. وبعد توقيع اتفاقية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قال إنه أدرك أنه يفتقد فرنسا، ويريد أن يكون “مفيداً” في السياسة الفرنسية، حسبما نقلت صحيفة “لاتريبون”.

وخلال ترشحه لرئاسيات 2021 عن حزب الجمهوريين، قال بارنييه: “لم أكن تكنوقراطياً أبداً، كنت دائماً سياسياً”.

“جو بايدن فرنسا”

وفي سن 73 عاماً، يصبح بارنييه أكبر رئيس وزراء سناً في تاريخ فرنسا الحديث. ووجه جوليان أودول، عضو البرلمان عن حزب لوبان، انتقادات إلى بارنييه، بسبب سنه، قائلاً إنه “جو بايدن الفرنسي” الذي غالباً ما يغير آرائه، وكان “انتهازياً”، “بلا عمود فقري”.

لطالما وصف بارنييه نفسه، بـ”رجل دولة كبير السن جدير بالثقة، متسلق جبال ومتجول من جبال الألب، بنى حياته المهنية في السياسة القروية المحلية، ويحب المشي في الغابات القديمة”.

انتُخب لأول مرة في سن 22 عاماً كمستشار محلي في سافوي (شمالي فرنسا)، ودخل البرلمان في سن 27 عاماً فقط في عام 1978. خدم 4 مرات كوزير في الحكومة ومرتين كمفوض للاتحاد الأوروبي.

ويشير أنصاره إلى أنه فاز بكل الأصوات المباشرة التي ترشح لها منذ أن كان في الثانية والعشرين من عمره. وهو وزير البيئة الأسبق، وكان أحد منظمي دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التي أقيمت في عام 1992. ووُلد بارنييه في يناير 1951 في إحدى ضواحي مدينة جرونوبل في جبال الألب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى