نص من البدايات قبل أن تطحننا آلة العبث وتلتهمنا ماكينة الألم…
تونس ✍️ بقلم / صباح نور الصباح
نص من البدايات قبل أن تطحننا آلة العبث
وتلتهمنا ماكينة الألم…
رقصة على تخوم العدم!
أحب قراءتك على طريقة برايل
و أكره أن تغازلني بالمستهلك من الكلم
يا أنت !
أن تحبني
هو أن تلعن حسني
حين تنزل عليك نبوءة العشق
ويكتب بداخلك الرب أجمل آيات الحب
أن تعشقني هو أن تُكفِّرَ جسدي
حين تكتب عليه سلالتك
وتطير على براق الهوامات
وتحلّق في سماء الشبق..
يا أنت !
أسقِطْ من ذاكرتك كل الصور
إني أريد رجلا بلا ذاكرة
ولتشْهَدْ أنني الأنثى احتشاد الماء
نيغاتيف الصور
حزمة الضوء
ألوان قوس المطر
فأنا غجريّة لا ترتضي أنصاف العشاق
أنا إمرأة عتيقة إن أحبتك فكت شيفرة شاماتك
بشغف عالم آثار
صيّرت شفتيك أبجديتها
ورتّلتهما بغُنّة الفقهاء
ومن المسافة الممتدة بين ذراعيك فتحت أبواب الفردوس لتعبر إلى ثامن سماء
أنا إمرأة خريفيّة جدا،
بوهيميّة حدّ الجنون ،
تجيد التعريّ من أوراقها
لسدّ فراغات النص
تقرأ بياضك بشغف
وتملأ نقاطك بشبق:
زوجة شهريار
وسحر شهرزاد
وروعة السرد…
فتعال
لتكتبني سطور ماء
وتدوّنني أهازيج مساء
ولتجعل ذكرى عبوري عبرك
تاريخ بدايتك ومنتهاك
فأن أحبك وتحبني هو
أن نقهقه معا
تمد نحو خصري يدك المسعورة
نرقص رقصتنا الأخيرة على تخوم العدم
وببلسم تسكبه من مقلتيك في روحي
نفك سحّاب العشق
نمزّق أزرار الليل
أذوّب همساتك في كأس الوقت
وتسكب ضحكاتي في أواني الاشتهاء
ثم …
نمضي معا إلى سدرة المنتهى
نلوب حول عرش الله
لنعود أشد عطشا
صباح نور الصباح
تونس