وفي الوقت نفسه، زار وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إحدى قواعد الاستخبارات في وسط إسرائيل، الأربعاء، وقال إن “شرط أي تسوية سياسية في لبنان هو الحفاظ على القدرة الاستخباراتية والحفاظ على حق الجيش الإسرائيلي في التصرف والدفاع عن الإسرائيليين من حزب الله”.
ويجري الحديث عن مادة في الاتفاق الذي تجري المفاوضات بشأنه، حيث يرفض الجانب اللبناني التوقيع على أي اتفاق يمنح إسرائيل حرية العمل في لبنان.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في إيجاز لـ 100 سفير ورئيس بعثات أجنبية في مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية: “نحن على تواصل مع الأميركيين بشأن تسوية محتملة في لبنان، ويمكن الاستنتاج من وصول هوكستين إلى المنطقة أن الأميركيين يعتقدون أن مثل هذه التسوية ممكنة”.
وأضاف: “الأمر الأهم الذي يجب التأكيد عليه أننا نسعى إلى اتفاق يمكن أن يصمد أمام اختبار الزمن”.
وتابع وزير الخارجية الإسرائيلي: “للأسف، لبنان دولة فاشلة، لكن لا يمكننا أن ندفع ثمن ذلك على حساب أمننا وأمن مواطنينا، أو تقديم تنازلات عن سيادتنا”.
وشد على الموقف الإسرائيلي الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق مع لبنان قائلاً: “في أي اتفاق نصل إليه، يجب أن نحافظ على حرية العمل لدينا في حال حدوث انتهاكات.. علينا أن نكون قادرين على التحرك في الوقت المناسب، قبل أن تتفاقم المشكلة، لأننا تعلمنا من البنية التحتية الضخمة التي وجدناها على الأرض في لبنان وغزة، وبعد السابع من أكتوبر، لن نسمح لها بالنمو مرة أخرى.. لن نسمح لها بالتطور إلى تهديد جديد”.
وزعم ساعر أن “ما خطط له حزب الله قد يكون أخطر مما نفذته حماس بالفعل، لقد خططوا لغزو، رأينا ذلك من استعداداتهم على الأرض، غزو وإطلاق صواريخ وقذائف في نفس الوقت، ولهذا السبب أنشأوا مصانع واستوردوا أسلحة من إيران عبر سوريا، عبر البحر، ومن خلال مطار بيروت”.
وقال: “هذه أيضاً فرصة للبنان لاستعادة سيادته في المستقبل.. حقيقة أن حزب الله ضعف خلال هذه الحرب قد تغير ربما هذا الوضع، وهذه ليست مهمة إسرائيل، فللمجتمع الدولي دور هنا، هناك فرصة لإنهاء الاحتلال الإيراني للبنان وإعادة لبنان إلى اللبنانيين”.
نقاط الاتفاق
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي، قالت إنه “كبير مطلع على التفاصيل”، قوله إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لا تسعى إلى المغامرة بشأن أمور لا تحظى بفرصة، معتبراً أن وصول هوكستين في حد ذاته إلى المنطقة “دليل على وجود فرصة للتوصل إلى ترتيب أو اتفاق لوقف الحرب في لبنان”.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن الاتفاق المتبلور بين لبنان وإسرائيل يقضي على فترة اختبار لوقف إطلاق النار مدتها 60 يوماً، من المفترض أن ينسحب خلالها “حزب الله” إلى ما وراء نهر الليطاني.
كما تتضمن المسودة انتشار الجيش اللبناني في الجنوب اللبناني مع بقاء قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل) هناك، وينص الاتفاق كذلك على أنه بعد فترة الـ60 يوماً، ينسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: “لا يمكننا أن نقول إن هناك يقيناً بشأن التوصل إلى اتفاق.. هناك تفاهم كبير جداً بيننا وبين الأميركيين، وذهاب هوكستين إلى إسرائيل يعتمد، بالطبع، على نتيجة محادثاته هناك (في لبنان)”.
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن وصول هوكستين إلى لبنان يعني أن “الاتفاقات قريبة، ويمكن الإعلان عنها في غضون فترة زمنية قصيرة نسبياً”، وقالت إنه جاء لسد الثغرات وليس لجولة أخرى من المفاوضات، وإنه تم إنجاز الكثير من العمل خلف الكواليس ولم تكن هناك فجوات كبيرة جداً في المفاوضات غير المباشرة الجارية بين “حزب الله” وإسرائيل.
وذكرت أن من غير الواضح ما إذا كان هوكستين سيعلن وقف إطلاق النار من لبنان أو إسرائيل، وأضافت أن هناك تقديرات في إسرائيل بأن إيران أعطت “حزب الله” الضوء الأخضر للموافقة على وقف إطلاق النار، على ما يبدو من أجل إرسال رسالة إيجابية إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.
تعديلات ومطالب لبنان
في المقابل، ذكرت تقارير إعلامية لبنانية أن قائمة المطالب والتعديلات التي طلبها لبنان وحزب الله على مسودة الاتفاق المطروح مع إسرائيل، تشمل المطالبة بامتثال إسرائيل للقرار الرقم 1701ووقف الغارات الإسرائيلية على لبنان.
ويطالب لبنان بالتزام دولي، خاصة من جانب الولايات المتحدة من قبل إدارة جو بايدن المنتهية ولايتها وإدارة ترمب المقبلة، بأن تحترم إسرائيل الاتفاق، وذلك خوفاً من تفاهم مستقبلي بين إسرائيل والولايات المتحدة بأن توافق واشنطن على أن يواصل الجيش الإسرائيلي العمل في المجال الجوي اللبناني.