“الناتو” يحذر من هجوم روسي “غير تقليدي” محتمل على دول الحلف

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته يعقد مؤتمراً صحافياً خلال اجتماع وزراء خارجية الناتو في بروكسل، بلجيكا. 3 ديسمبر 2024 – reuters
عين اخبار الوطن – رويترز + الشرق
حذر مسؤول بارز في حلف شمال الأطلسي “الناتو” من احتمال أن يؤدي هجوم غير تقليدي من روسيا على دول الحلف إلى خسائر كبيرة في الأرواح أو أضرار اقتصادية جسيمة، داعياً الدول الأعضاء إلى اتخاذ خطوات أكثر وضوحاً للتعامل مع التهديدات المتزايدة.
وقال جيمس أباتوراي، نائب الأمين العام المساعد لـ”الناتو”، الذي يعمل على تحديث استراتيجية الحلف لمتابعة وردع الحروب الهجينة، في مقابلة مع شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، إن الحلف يواجه “وضعاً خطيراً يتفاقم تدريجياً” بسبب تزايد الهجمات الروسية الهجينة المشتبه بها، إذ تتصاعد التهديدات تدريجياً دون الرد عليها بالشكل المناسب.
وأضاف أباتوراي أن هناك “احتمالاً حقيقياً”، أن تشن روسيا هجوماً غير تقليدي على “الناتو”، مثل عملية تخريب أو إحراق، قد يؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة أو أضرار اقتصادية هائلة. وأشار إلى أن هذا التصعيد يشمل هجمات “ديناميكية” مثل قطع الكابلات البحرية الحيوية، والتخريب ضد المباني، وزرع أجهزة حارقة داخل شحنات الطائرات.
وأكد أن هذه الهجمات تصاعدت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، مشيراً إلى أن عدد هذه العمليات قد يصل إلى 100 حادثة على الأقل، بالإضافة إلى العديد من المؤامرات التي تم إحباطها.
وأوضح أباتوراي أن تصاعد هذه الهجمات يعكس رد فعل من الكرملين على الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا، إلى جانب اعتقاد روسيا أن الغرب معادٍ لها ويحاول كبح جماحها عن مهاجمة جيرانها. وقال: “لا يعجبهم ما نقوم به، ولكنهم أيضاً يروننا كعدو، وهذا الوضع يزداد سوءاً”.
وأشار إلى محاولة روسيا في عام 2018 لقتل سيرجي سكريبال، العميل الروسي المزدوج السابق، وابنته يوليا، باستخدام مادة كيميائية قاتلة في مدينة سالزبوري بإنجلترا، إذ كان هذا الهجوم مثالاً على مدى خطورة هذه الأعمال.
رد عسكري شامل
عندما سُئل عما إذا كان هناك احتمال بأن تؤدي هذه الهجمات إلى تفعيل المادة الخامسة من ميثاق الناتو، التي تنص على أن الهجوم على عضو واحد يُعتبر هجوماً على الجميع، قال أباتوراي: “ما يقلقني حقاً هو أن إحدى هذه الهجمات قد تؤدي إلى نتائج كارثية، ما قد يدفع الحلف إلى اتخاذ رد عسكري شامل”.
وأضاف: “هناك احتمال حقيقي أن تسبب هذه الهجمات أعداداً كبيرة من الخسائر البشرية أو أضراراً اقتصادية ضخمة للغاية. وما لا نريده هو أن نجد أنفسنا في موقف لم نستعد له مسبقاً”.
وأكد أباتوراي أن “الناتو” يعمل على تدريبات تستعد لمثل هذه السيناريوهات، بما في ذلك الردود العسكرية. وقال: “نحن بحاجة إلى أن تكون لدينا رؤية واضحة بشأن الخطوات التي يتعين علينا اتخاذها في مثل هذه المواقف”.
يأتي هذا التحذير في وقت تنفي فيه روسيا الاتهامات المتعلقة بالتخريب، والاختراقات السيبرانية، وعمليات الاغتيال. لكن التوترات بين موسكو والناتو لا تزال تتصاعد، في ظل استمرار الغزو الروسي لأوكرانيا والدعم الغربي المتزايد لكييف.
مراجعة شاملة
بدأ حلف شمال الأطلسي “الناتو” عملية مراجعة شاملة لاستراتيجيته المتعلقة بفهم وردع الحرب الهجينة، التي باتت تشكل تهديداً متزايداً في ظل الأوضاع الجيوسياسية الحالية. وتأتي هذه المراجعة بعد آخر تحديث للاستراتيجية في عام 2015، حين كانت التهديدات مختلفة تماماً عن الآن.
وتشمل الجهود الجديدة للحلف وضع نظام لتتبع الهجمات الهجينة المشتبه بها التي تقوم بها روسيا وأطراف معادية أخرى مثل الصين وإيران وكوريا الشمالية. تهدف هذه الخطوة إلى تحقيق فهم أوضح لحجم ونطاق هذه التحديات، وذلك ضمن خطة واسعة سيتم عرضها للموافقة في قمة “الناتو” عام 2025.



