همدان تحت المجهر: غضب شعبي متصاعد وأفق التغيير في إيران

 

✍️ مهدي رضا

مقدمة
شهدت مدينة همدان موجة احتجاجات شعبية غاضبة بعد مقتل الشابين مهدي عبائي وعلي رضا كرباسي على يد ميليشيا الباسيج، ما كشف مجدداً الوجه الدموي والقمعي لنظام ولاية الفقيه. تحولت مراسم تشييع الضحيتين إلى منصة للمقاومة والرفض الصريح للهيمنة الاستبدادية، حيث ردد المشاركون شعارات تعبر عن رفض القمع الداخلي وتحدي الدعاية الحكومية التي تحاول تحويل الأنظار نحو أعداء خارجيين.

احتجاجات تعكس واقعاً متآكلاً
شعارات مثل “سأقتل من قتل أخي” و”الموت للظالم” و”عدونا هاهنا، يكذبون حين يقولون أمريكا” ليست مجرد هتافات عاطفية، بل تعبير عن استمرارية النضال ضد الاستبداد، وتأكيد أن العدو الحقيقي هو النظام القمعي الذي يقتل أبناء شعبه ويهين كرامتهم. هذه الاحتجاجات تمثل مؤشراً واضحاً على تآكل رأسمال الخوف الذي اعتمد عليه النظام طوال أكثر من أربعة عقود، حيث بات الشعب أكثر إصراراً على مقاومة القمع والظلم.

دور وحدات الانتفاضة في كسر الخوف
لعبت وحدات الانتفاضة دوراً محورياً في تحطيم جدار الخوف الذي كان يسيطر على المجتمع، من خلال هجماتها المتواصلة على رموز القمع والفساد. هذا التحدي المستمر للقمع أدى إلى نمو غضب شعبي متفجر لا يمكن السيطرة عليه، مما يعكس حالة من الاستعداد الثوري لدى قطاعات واسعة من الشعب الإيراني.

سياسة النظام: إشعال الحروب وقمع الداخل
في مواجهة هذا الغضب الشعبي، يواصل النظام سياسة خلق أجواء الحرب كذريعة لقمع الاحتجاجات ومنع الانتفاضة من التوسع. تصريحات مسؤولي النظام تؤكد أن البلاد ما تزال في “حالة حرب” بقرار من خامنئي، وأن القمع والتنكيل هما أدوات رئيسية للحفاظ على السلطة. هذه السياسة لا تستهدف أعداء خارجيين، بل الشعب نفسه، الذي يرفض الاستسلام أمام آلة القمع.

أفق التغيير: إرادة الشعب والمقاومة المنظمة
في ظل هذا الواقع، يبرز خيار التغيير الجذري الذي يقوده الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة كطريق وحيد للخروج من الأزمة. هذا الخيار يرفض الاسترضاء والمواجهة العسكرية، ويؤكد على أهمية إرادة الشعب في بناء مستقبل حر وديمقراطي. تصريحات قادة المعارضة تؤكد أن القمع والإعدامات لن تثني الشعب عن عزمه على التغيير، وأن الأمل معقود على استمرار النضال الشعبي حتى تحقيق الحرية والكرامة.

الخلاصة
مظاهرات همدان وصمود النساء في خاش ليستا مجرد احتجاجات عابرة، بل مؤشرات على أجواء انفجارية مستقرة في إيران، تعكس رفضاً شعبياً عميقاً للاستبداد والظلم. في ظل تصاعد القمع وإشعال الحروب، يبقى خيار التغيير الشعبي هو الطريق الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى