غزة تحترق و الدوحة تقصف… والميكروفونات تتكلم

بقلم / أحمد فتحي

في غزة، الأطفال يبحثون عن كسرة خبز بين الركام، بينما في الدوحة تُلمّع الميكروفونات استعداداً لخطابات جديدة. مشهد كلاسيكي من المسرحية العربية الإسلامية: دخان يتصاعد هناك… وبيانات نارية هنا.

حماس تصرّ أن ما قامت به في السابع من أكتوبر هو “مقاومة”، بينما الحقيقة أنها لم تكن سوى “هدية مجانية” لإسرائيل كي تشرعن حرب إبادة. إسرائيل بدورها وجدت الفرصة الذهبية: قصف، اجتياحات، تهجير، وقصف جديد — دورة دموية لا تنتهي. والضحية؟ دائماً المدنيون.

اليوم في الدوحة، تُعقد القمة العربية الإسلامية. والنتيجة المتوقعة؟ نفس النتيجة التي اعتدناها: كلمات منمقة، بيانات قوية على الورق، وتصفيق حار في القاعة… ثم لا شيء. غزة لا تشبع من التصفيق، ولا يروي عطشها بيان سياسي.

المفارقة أن وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر قالوا ما لا يجرؤ كثيرون على قوله: لا أمل إلا بخروج حماس من الحكم ونزع سلاحها. لكن كعادتنا، “الممانعة” مقدسة حتى ولو احترق نصف الشعب تحت اسمها.

المشهد باختصار:
• غزة = أنقاض ودخان.
• القمم = ميكروفونات ذهبية تصرخ في الفراغ.
• النتيجة = صفر كبير.

ولأنها “الصحافة العربية الرسمية”، فلن ينقصنا سوى أن تُختم بيانات القمة بعبارة: “ونحن إذ نتابع بقلق شديد، نؤكد دعمنا الكامل… إلى آخر الأسطوانة المشروخة.”
#القمة_العربية_الإسلامية

أحمد فتحي
15 سبتمبر/ايلول 2025
كليرووتر، فلوريدا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى