تٱكل الامل..

تٱكل الامل
✍️ بقلم :زعفران علي المهنا
اتصل سعدت بالاتصال أجبته وانا أقحم السرور باتصاله في ذبذبات صوتي غصبا فحدثني بأنه اتصل بي لانه احس بالخوف وهو بالغربه فقد قام اخوه بالانتحار أمام ولديه جراء تفاقم الديون بان صوتي على حقيقته وبدأت بالهجوم وليش ماتعاملتوا معه معاملة الغارمين تنهد تنهيده وضعنا في الغربه أصبح مزعج جدا وأصبح صعب انك تحدث الآخرين بأن هناك شخص يحتاج أن فك غرمه لم اجد نفسي الا وانا اشرح له أنه عندما يصل إنسان مثل هذا الرجل — طيب، محترم، مهذب، لكنه غارق في الديون — إلى قرار مأساوي كهذا، فالأمر لا يكون ناتجا عن ضعف إيمان أو قسوة قلب، بل عن تآكل الأمل.
في علم النفس، الانتحار في مثل هذه الحالات لا يرى كفعل “رغبة في الموت” بقدر ما هو رغبة في إنهاء الألم. الشخص يشعر أنه محاصر من كل الجهات من جهة، مسؤوليات تجاه أسرته وأطفاله.ومن جهة أخرى، ضغط مالي أو اجتماعي لا يجد له مخرجا ومن جهة ثالثة، شعور بالعجز والعار، خصوصا في مجتمعات تقدس الكرامة والشرف.
يبدأ العقل في هذه اللحظات يختنق من التفكير، ويضيق الأفق، وتصبح كل الحلول مستحيلة في نظره. وهنا، تتوقف القدرة على رؤية الغد.
هو لا يكره الحياة، بل فقد الإحساس بأنها ممكنة.
ومن المؤلم أكثر أنه اختار أن يفعل ذلك أمام أولاده . من منظور نفسي، هذا تصرف ناتج عن تشوه في التفكير لحظة الانهيار — أي أن وعيه بالنتائج لم يكن سليما وقتها، فالعقل المنهار لا يحكم كما يفعل الإنسان الطبيعي.
أما من الجانب الإنساني، فهذه القصة تصرخ في وجوهنا جميعا:
كم من شخص حولنا يبتسم وهو في داخله يحترق؟
كم من رجل أو امرأة يحملون جبلا من الهموم ولا يتحدثون؟
إن أبسط ما يمكننا فعله هو الإنصات دون حكم، ومد يد العون قبل أن تصل الأرواح إلى حافة اليأس.
وفي النهاية، تبقى هذه الحكاية جرسا مؤلما يوقظ ضمائرنا فليس كل من يبتسم بخير، ولا كل الصامتين مطمئنون. خلف بعض الوجوه الهادئة معارك لا ترى، وأرواح تستغيث في صمت ثقيل. كم نحتاج أن نصغي أكثر، أن نمد قلوبنا قبل أيدينا، أن نمنح الآخرين مساحة للبوح قبل أن ينهاروا. فالإنسان لا يسقط فجأة، بل يسقط حين لا يجد من يلتقطه في لحظة الوجع الأخيرة.
فاصله : الانتحار محرم بديننا الاسلامي