الشرع لبوتين: روسيا وسوريا مرتبطتان بعلاقات تاريخية قديمة.. وملتزمون بالاتفاقات السابقة

عين اخبار الوطن – رويترز + الشرق
بوتين: علاقاتنا ليست مرتبطة بالوضع السياسي ومستعدون لتعزيزها
قال الرئيس السوري أحمد الشرع لنظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، في الكرملين، إن دمشق ملتزمة بجميع الاتفاقيات السابقة مع موسكو، مشيراً إلى “علاقات تاريخية قديمة” بين البلدين، فيما لفت بوتين إلى أن علاقات البلدين “ليست مرتبطة بالوضع السياسي في سوريا”، وأكد استعداد موسكو لتعزيز العلاقات.
وخلال جلسة مفتوحة للإعلام، قال بوتين إن العلاقات الروسية السورية “علاقات صداقة، ولم تكن لروسيا أي علاقات منوطة بالحالة السياسية أو المصالح الضيقة وهي مرتبطة بالمصالح المتبادلة ومصلحة الشعب السوري”.
وقال: “لقد حافظنا على العلاقات الدبلوماسية لأكثر من 80 عاماً، وقد أُقيمت في أصعب الأوقات بالنسبة لروسيا والاتحاد السوفيتي، في عام 1944”.
وتابع: “نحتفظ بعلاقات وثيقة مع الشعب السوري ونسعى إلى تطوير العلاقات مع دمشق، واللجنة الحكومية المشتركة بين روسيا وسوريا ستستأنف عملها”.
وأشاد بوتين بالانتخابات البرلمانية في سوريا، ووصفها بـ”الناجحة”، واعتبر أنها ستكون “فرصة لتوحيد المجتمع والتواصل بين جميع القوى السياسية في البلاد”.
“ملتزمون بالاتفاقات السابقة”
بدوره، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن بلاده تحترم الاتفاقيات السابقة مع روسيا، مشيراً إلى “العلاقات التاريخية التي تربط بين سوريا وروسيا”.
وتابع: “نعيش في سوريا جديدة، ونحاول التعريف بها، وإعادة ربط العلاقات السياسية والاستراتيجية مع الدول الإقليمية والعالمية، وعلى رأسها ستكون روسيا الاتحادية، لأن هناك روابط تاريخية قديمة، وعلاقات ثنائية ومصالح مشتركة”.
وقال إن جزءاً من الغذاء في سوريا يعتمد على روسيا، والكثير من محطات الكهرباء تعتمد على خبرات روسية.
وهذه أول زيارة للرئيس السوري إلى موسكو منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي.
مصير القواعد الروسية
وقبل اللقاء، قال الكرملين إن بوتين سيناقش خلال اللقاء مصير القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا مع الشرع.
ولروسيا قاعدتان عسكريتان رئيسيتان في سوريا هما قاعدة حميميم الجوية في محافظة اللاذقية إلى جانب قاعدة بحرية في طرطوس.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن موسكو ودمشق “تناقشان الوجود الروسي في سوريا وإعادة تنظيم المنشآت العسكرية الروسية في سوريا”. وأشارت إلى أن هذه الاتصالات “تُجرى خلف أبواب مغلقة”.
وأضافت: “يشمل جدول أعمالنا الثنائي مع سوريا طيفاً واسعاً من قضايا التعاون الروسي السوري. كما يناقش موضوع الوجود العسكري الروسي في سوريا، بما في ذلك، في سياق إعادة تنظيم المنشآت العسكرية الروسية المحتملة. وبطبيعة الحال، تُجرى مثل هذه القضايا والاتصالات خلف أبواب مغلقة”.
وأشارت زاخاروفا إلى أن وزارة الدفاع هي الجهة المعنية، وأن الحوار مع الجانب السوري، بما في ذلك من خلال الوزارتين العسكريتين في البلدين، مستمر.
وذكرت الرئاسة السورية أن الشرع وبوتين سيناقشان “المستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وبحث سبل تطوير التعاون بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين”.
وأضافت الوكالة أن الشرع سيلتقي الجالية السورية في روسيا.
لحظة وصول الرئيس أحمد الشرع والوفد المرافق له إلى روسيا في زيارة رسمية لإجراء مباحثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.#أحمد_الشرع#سوريا#روسيا pic.twitter.com/EdIcu8HzCz
— الوكالة العربية السورية للأنباء – سانا (@Sana__gov) October 15, 2025
مشروعات نفطية
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك للصحافيين بعد المحادثات إن موسكو مستعدة للعمل في مشروعات نفطية في سوريا ومساعدة دمشق على استعادة البنية التحتية للطاقة والسكك الحديدية وغيرها من البنى التحتية التي دُمرت خلال الحرب الأهلية. وأوضح أن الزعيمين ناقشا هذا الأمر باستفاضة.
وأضاف نوفاك: “تعمل الشركات الروسية في سوريا منذ فترة طويلة في حقول النفط. هناك حقول تحتاج إلى تطوير وأخرى معطلة وغيرها جديدة. نحن مستعدون للمشاركة”.
تسليم الأسد
وقال مصدران سوريان لوكالة “رويترز” إن الشرع سيستغل المحادثات ليطلب رسمياً من موسكو تسليم الرئيس السوري بشار الأسد لمحاكمته على جرائم ضد السوريين.
وكانت موسكو من أبرز الداعمين للرئيس السابق بشار الأسد الذي فر إليها بعد الإطاحة به في 8 ديسمبر الماضي. لكنها سارعت إلى الحفاظ على علاقاتها مع دمشق في الأسابيع التي تلت فرار الأسد، سعياً إلى الحفاظ على قاعدتيها الرئيسيتين في المنطقة الساحلية للبلاد.
والشهر الماضي، أصدر قاضي التحقيق السابع في دمشق توفيق العلي مذكرة توقيف غيابية بحق الرئيس السابق بشار الأسد، في إطار التحقيقات الجارية بشأن الأحداث التي شهدتها محافظة درعا عام 2011.
ونقلت الوكالة عن مصدر سوري قبل المحادثات إن المسؤولين السوريين يسعون للحصول على ضمانات بأن روسيا لن تساعد في إعادة تسليح فلول قوات الأسد. وقال المصدر نفسه إن الشرع يأمل في أن تساعد روسيا كذلك في إعادة بناء الجيش السوري.
كما يُتوقع أن يضغط الرئيس السوري للحصول على دعم موسكو لمقاومة المطالب الإسرائيلية بإنشاء منطقة منزوعة السلاح أوسع نطاقاً في جنوب سوريا، بحسب “رويترز”.
وتلقى الشرع في فبراير الماضي، اتصالاً هاتفياً من نظيره الروسي، أكد خلاله بوتين دعم موسكو لوحدة الأراضي السورية وسيادتها واستقرارها، كما أبدى استعداد روسيا لإعادة النظر في الاتفاقيات التي أبرمتها مع نظام الأسد، ووجوب رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا.
وتضمنت اتفاقية أبرمها الرئيس السوري السابق حافظ الأسد مع الاتحاد السوفيتي، عام 1971، إقامة منشآت بحرية، ووضع نقطة دعم لوجستي تابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري.
وبين عامي 2010 و2012، خضعت القاعدة الروسية التي تعد جزءاً من أسطول البحر الأسود الروسي للتحديث ما سمح للسفن الثقيلة بدخول طرطوس. وفي يونيو عام 2013، تم إنشاء تشكيل عملياتي دائم للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط.
ووقعت روسيا وسوريا في 26 أغسطس 2015، اتفاقية غير محددة بشأن وجود مجموعة طائرات روسية في البلاد، تمركزت في مطار حميميم بمحافظة اللاذقية، وأصبحت المنصة الرئيسية للعملية العسكرية الروسية في سوريا التي بدأت في 30 سبتمبر من العام ذاته.
وفي نهاية عام 2015، تم تعزيز القاعدة بنظام دفاع جوي، كما شاركت وحدات من الشرطة العسكرية في توفير الأمن، كما وقعت موسكو ودمشق في عام 2017، اتفاقيتين تحددان استخدام القواعد لمدة 49 عاماً وذلك حتى عام 2066، مع خيارات للتمديد التلقائي لمدة 25 عاماً أخرى.