مظاهرات “مليونية” متوقعة في أنحاء الولايات المتحدة.. مناهضة لترامب ودفاعا عن الديمقراطية

دونالد ترامب يعلن عن ضرب المواقع النووية الإيرانية Getty Images via AFP – POOL
عين اليمن الحر – مونت كارلو الدولية
من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة يوم السبت 18/10، موجة احتجاجات عابرة للبلاد وغير مسبوقة، تنظمها حركة “لا ملوك” إضافة إلى عدد من الاتحادات والنقابات، في تحد مباشر واحتجاجي لسياسات الرئيس دونالد ترامب، ودفاعا عن الديمقراطية وسيادة القانون، حسب قول المنظمين. وسيشهد أكثر من 2600 موقع في أنحاء الولايات المتحدة تجمعات وتظاهرات، التي امتدت الدعوة للمشارة فيها إلى الجارة كندا، وتحديدا مدن مثل تورونتو وفانكوفر وأوتاوا.
يتوقع أن يخرج ملايين المواطنين الأمريكيين في أكثر من 2600 موقع في أنحاء الولايات المتحدة، السبت، في تظاهرات وتجمعات احتجاجية، من نيويورك إلى سان فرانسيسكو وشيكاغو وأتلانتا، استجابة لدعوة أطلقتها حركة “لا ملوك” المناهضة لسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداخلية.
وهذا ثاني يوم احتجاجي على الصعيد الوطني منذ منتصف يونيو/حزيران، حين نظم هذا التحالف الذي يضم حوالي 100 منظمة يوما احتجاجيا شارك فيه ملايين الأشخاص، تزامنا مع عرض عسكري نظمه ترامب احتفالا بالذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأمريكي وعيد ميلاده الـ79.
وخلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو عقد الخميس، قالت ديردري شيفيلينغ القيادية في “الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية”، المنظمة المتخصصة بالدفاع عن الحقوق المدنية، “سيحتج ملايين الأمريكيين سلميا السبت ليقولوا لإدارة ترامب إننا بلد يتساوى فيه الناس، بلد تنطبق فيه القوانين على الجميع، دولة قانون وديمقراطية”.
وأضافت “في مواجهة تجاوزات السلطة من قبل دونالد ترامب وحلفائه… لن نسمح بإسكاتنا”.
“أساليب سلطوية وترهيبية”
من جهتها، تولّت ليا غرينبيرغ، المؤسسة المشاركة لمجموعة “إنديفيزيبل”، سرد الانتهاكات، قائلةً: “إنهم يرسلون الحرس الوطني إلى المدن الأمريكية. إنهم يرهبون أصدقاءنا وجيراننا المهاجرين. إنهم يلاحقون معارضيهم السياسيين قضائيا”.
من جهتها، شدّدت ليا غرينبيرغ، المؤسسة المشاركة لمجموعة “إنديفيزيبل”، على أن الإدارة “ترسل الحرس الوطني إلى المدن الأميركية، وترهّب المهاجرين، وتمارس الملاحقة القضائية ضد المعارضين السياسيين”.
ووصفت غرينبيرغ تلك الممارسات بأنها “أسلوب سلطوي كلاسيكي: تهديد وتشهير وكذب وتخويف الناس لإخضاعهم، لكنّنا لن نخضع للترهيب. لن ننخدع. ولن نركع”.
من جانبها، اعتبرت رئيسة الاتحاد الأمريكي للمعلمين، راندي وينغارتن، أنّه “من الواجب الأخلاقي النضال” من أجل “محاولة ضمان رؤية الديمقراطية تتقدم لا تتراجع”.
إضافة إلى المدن الكبرى، من المزمع أن تُقام نقاط تجمّع في سائر أنحاء البلاد، وحتى في كندا المجاورة، في تورونتو وفانكوفر وأوتاوا.
تصعيد من معسكر ترامب
ووصف بعض قادة الحزب الجمهوري الاحتجاجات المرتقبة بأنها “معادية لأمريكا”. كما زعم رئيس مجلس النواب مايك جونسون، أن المسيرات المخطط لها يوم السبت ساهمت في الإغلاق الحكومي المستمر، دون أن يقدم إثباتا على ذلك.
يذكر أن الاحتجاج الأول لحركة “لا ملوك” جاء بعد أن كان ترامب قد اجتاز الأشهر الخمسة الأولى من ولايته الثانية، التي وقع خلالها على مئات الأوامر التنفيذية، استهدفت بمعظمها حق المواطنة بالولادة، وحماية المتحولين جنسيا، والطلاب المتظاهرين، والتنوع الفيدرالي، ومبادرات المساواة والشمول، وغيرها.
وبلغ التوتر ذروته مع اندلاع مداهمات الهجرة في لوس أنجلوس، حيث حوّل ترامب الحرس الوطني في كاليفورنيا إلى قوة اتحادية (معارضا رغبة السلطات المحلية)، وهي خطوة حذر خبراء بأنها تصعيد غير مسبوق وخطير من قبل السلطة الرئاسية.
ويقول منظمو الاحتجاجات إنه خلال الصيف، لم تزد الإدارة إلا “عنادا”.
“مؤيدون لحماس وأنتيفا”!
وإضافة إلى تصنيفها بأنها “معادية لأمريكا”، وصف بعض السياسيين الجمهوريين الاحتجاجات القادمة بأنها مسيرات “كراهية”، وزعم السيناتور الجمهوري روجر مارشال أن “متظاهرين محترفين” و”محرضين” سيشاركون فيها، بينما ألمح جونسون إلى أن المشاركين سيكونون “مؤيدين لحماس” و”أنصار أنتيفا” (اسم يطلق على مجموعات يسارية غير حزبية مناهضة للتيارات اليمينية المتطرفة).
لكن المنظمين يخططون لمظاهرات سلمية تهدف إلى تقديم تناقض واضح مع استعراض القوة الذي قامت به الإدارة مؤخرا.
وقال منظمو الحراك في بيان ردا على الاتهامات، “بدلاً من إعادة فتح الحكومة، أو الحفاظ على الرعاية الصحية بأسعار معقولة، أو خفض التكاليف على الأسر العاملة، يهاجموا (الجمهوريين) ملايين الأمريكيين الذين يتجمعون سلميا ليؤكدوا أن أمريكا ملك لشعبها، لا لملوكها”.