وزير خارجية فنزويلا يُحذّر واشنطن من «ردّ غير محسوب» في حال تنفيذ تهديداتها

عين اخبار الوطن – الشرق الأوسط
أكّد لـ«الشرق الأوسط» تعزيز التجهيزات الدفاعية… ورفض الوقوع في «فخّ» الاستفزازات الأميركية
رسالتنا الواضحة إلى واشنطن التي أوصلناها عبر طرق عدة هي أنهم سيواجهون رداً غير محسوب في حال القيام بهجوم عسكري ضد فنزويلا»؛ بهذه العبارات ردّ وزير الخارجية الفنزويلي، إيفان خيل بينتو، على سؤال حول المخاوف من عمل عسكري أميركي واسع النطاق ضد بلاده، بعد أن حشدت الولايات المتحدة قوات بحرية، بينها غواصة نووية، في مياه بحر الكاريبي المقابلة لفنزويلا، تحت عنوان «ملاحقة شبكات تهريب المخدرات».
وأضاف خيل بينتو، في حديث خاص مع «الشرق الأوسط»، على هامش المؤتمر الوزاري لقمة «حركة بلدان عدم الانحياز» في أوغندا: «لا شكّ في أن الخطاب الرسمي الأميركي حول العمليات العسكرية في الكاريبي يبعث على القلق الشديد. لكن فنزويلا جاهزة، منذ سنوات، لأي نوع كان من الاعتداءات. وفي الأشهر الأخيرة عزّزنا التجهيزات الدفاعية، ونشرنا الميليشيات البوليفارية المسلحة في مناطق عدة لصدّ أي اعتداء».
«حرب نفسية»
وقال الوزير الفنزويلي إن «ما نشهده اليوم هو تتمة للحرب النفسية التي تشنّها الولايات المتحدة ضد بلادي، بهدف زعزعة الوحدة الوطنية عن طريق تخويف السكان والقيادات السياسية والعسكرية. لكن النتيجة كانت معاكسة تماماً للهدف الأميركي، فاشتدّت الوحدة الوطنية، وارتفعت معنويات الشعب واستعداده للنضال من أجل الدفاع عن سيادتها وصونها، وتبيّن أن فنزويلا مُصمّمة على الدفاع عن استقلالها، وأن المرحلة الأولى من العملية العسكرية الأميركية قد باءت بالفشل».
وتساءل خيل بينتو عن المرحلة التالية من الحشد العسكري الأميركي غير المسبوق في الكاريبي، فقال: «يبدو أن ثمة مسؤولين في إدارة الرئيس (دونالد) ترمب يحلمون بأن العمل العسكري ضد فنزويلا سيحقق لهم بعض الأهداف، مثل وضع اليد على الثروة النفطية في بلادي، لكنهم سيفشلون كما فشلوا في المرحلة الأولى التي استهدفت كسر الوحدة الوطنية. لكن الخطورة هنا تكمن في أن عملاً عسكرياً أميركياً من شأنه أن يولّد نزاعاً خطيراً في منطقة تميّزت بعدم تعرّضها لأي نزاع مسلح منذ أكثر من 200 عام».
تحذير من نزاع واسع
شدد الوزير الفنزويلي على أنه «إذا شنّت الولايات المتحدة هجوماً واسع النطاق على فنزويلا فسيندلع نزاع في المنطقة بأسرها. والشعب الأميركي يعرف ذلك، كما تظهره استطلاعات الرأي الأخيرة التي أظهرت أن الغالبية الساحقة من الأميركيين يعارضون أي اعتداء مسلح ضد فنزويلا». كما لفت إلى «انقسام واضح في الكونغرس حول هذا الموضوع، فضلاً عن وجود معارضة شديدة له أيضاً داخل الحزب الجمهوري الحاكم، ناهيك بموقف الأسرة الدولية التي ترفض مثل هذا التدخل العسكري في منطقة لم تشهد حروباً منذ القرن التاسع عشر، كما شهدنا منذ أيام في مجلس الأمن الدولي».
وقال خيل بينتو إن بلاده لن تقع في فخّ الرد على الاستفزازات الأميركية، وتعقد الأمل في أن تعود إدارة الرئيس ترمب إلى رشدها. كما كشف عن أن بلاده على تواصل دائم وتنسيق مع الدول المجاورة «التي أعربت عن تضامنها مع فنزويلا ودعمها الكامل لحفظ السلام في المنطقة».
ولدى سؤاله حول ما إذا كان منح جائزة نوبل للسلام لزعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو من شأنه أن يساعد على تهدئة الأوضاع أو على العكس من ذلك، قال خيل بينتو إن «حصول ماتشادو على جائزة نوبل للسلام دليل آخر على تسييس هذه الجائزة. لكن بغض النظر عن الجائزة، هذه السيدة لا تحظى بأي دعم شعبي حقيقي في فنزويلا، ولا أرى لها أي دور فعلي في مستقبل البلاد السياسي، سوى التحريض على مزيد من التدخل الخارجي والتمهيد له».