ملك الأردن: لن نشارك في القوات الدولية بغزة.. ومستعدون لتدريب الأمن الفلسطيني

ملك الأردن عبد الله الثاني يلقي كلمة أمام الأمم المتحدة في نيويورك. 23 سبتمبر 2025 – Reuters

عين اخبار الوطن – رويترز + الشرق

قال ملك الأردن عبد الله الثاني إن بلاده لن تشارك في قوات “حفظ السلام” في غزة، وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مشيراً إلى أن الدول التي ستشارك سترفض أن يُطلب منها “فرض” السلام، لافتاً إلى الفرق بين “فرض” و”حفظ” السلام، لكنه أعرب عن استعداد المملكة الأردنية ومصر، لتدريب قوات الأمن الفلسطينية في القطاع.

وبموجب خطة السلام التي وضعها الرئيس الأميركي، والمكونة من 20 بنداً، فإنّ دولاً عربية وشركاء دوليين سيلتزمون بإرسال قوة استقرار لـ”تدريب ودعم قوات الشرطة الفلسطينية في غزة، والتشاور مع الأردن ومصر، اللتين تتمتعان بخبرة واسعة في هذا المجال”، وستتخلى حركة “حماس” عن سلاحها، وتُنهي سيطرتها السياسية على القطاع.

وقال الملك عبدالله الثاني، في مقابلة مع برنامج “بانوراما” المذاع على هيئة الإذاعة البريطانية BBC، الاثنين: “ما هي مهمة قوات الأمن داخل غزة؟ نأمل أن تكون لحفظ السلام، لأنه إذا كانت تهدف إلى فرض السلام، فلن يرغب أحد في الانخراط بذلك”.

وأضاف، أن “الأردن ومصر مستعدتان لتدريب قوات الأمن الفلسطينية”، موضحاً أن “حفظ السلام يعني دعم قوات الشرطة المحلية، أي الشرطة الفلسطينية، التي يرغب الأردن ومصر في تدريب أعداد كبيرة منها، لكنّ ذلك الأمر يستغرق وقتاً. أما إذا أصبحنا نجوب غزة في دوريات مسلحة، فهذا وضع لا ترغب أي دولة في الانخراط فيه”.

وتعكس تعليقات الملك عبد الله، بحسب BBC، القلق الذي تشعر به الولايات المتحدة، ودول أخرى إزاء الانجرار إلى صراع مستمر بين “حماس” وإسرائيل، أو بين الحركة والفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة.

وبشأن عدم إرسال قوات أردنية إلى غزة، أشار الملك عبد الله، إلى أن بلاده “قريبة سياسياً بشكل كبير” من الوضع هناك.

وعندما سئل عمّا إذا كان يثق في قدرة “حماس” على الوفاء بوعدها بالتخلي عن أي دور سياسي في غزة، أجاب: “أنا لا أعرفهم، ولكن أولئك الذين يعملون بشكل وثيق للغاية معهم، أي قطر ومصر، يشعرون بتفاؤل شديد بأنهم سيلتزمون بذلك”.

وأضاف: “إذا لم نحل هذه المشكلة، وإذا لم نجد مستقبلاً للإسرائيليين والفلسطينيين، وعلاقة بين العالم العربي والإسلامي وإسرائيل، فنحن محكومون بالفشل”.

دمار غزة

وتولت قطر ومصر جهود الوساطة الرئيسية في مفاوضات وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بالتعاون مع الولايات المتحدة، فيما شارك الأردنيون في الجهود الدولية لإيصال المساعدات إلى غزة، وإجلاء الأطفال المرضى والجرحى. وكان الملك على متن طائرات حلّقت فوق القطاع خلال 3 مهمات لإسقاط المساعدات بالمظلات.

وتحدث الملك عبد الله الثاني في حواره لـ BBC، عن تجربته في الإنزالات الجوية، قائلاً: “كان النظر من الباب الخلفي للطائرة صادماً للغاية. كان الدمار في ذلك الجزء من غزة، بمثابة صدمة لي”.

وتابع: “لقد رأيت ذلك بنفسي، وكيف كان من المذهل أننا، كمجتمع دولي، نسمح بحدوث ذلك”.

وكان ملك الأردن، طلب دعم الرئيس الأميركي ترمب، لإجلاء ألفي طفل فلسطيني مصاب ومريض من قطاع غزة، وخلال لقائه في البيت الأبيض بالعاهل الأردني في فبراير الماضي، وصف ترمب هذه الخطوة بأنها “لفتة جميلة”.

ومنذ ذلك الحين، أُجلي 253 طفلاً إلى الأردن، وفي المجمل، أُجلي أكثر من 5 آلاف طفل لأسباب طبية، معظمهم إلى مصر والإمارات وقطر، ولا يزال أكثر من 15 ألف فلسطيني ينتظرون الإجلاء، من بينهم نحو 3 آلاف طفل، وفق منظمة الصحة العالمية.

“فشل” المجتمع الدولي

وفي مقابلة لها مع برنامج “بانوراما”، انتقدت الملكة رانيا قرينة الملك عبد الله الثاني، المجتمع الدولي لـ”فشله”، على حد تعبيرها، في وقف الحرب لمدة عامين.

وقالت: “هل تعلمون ما معنى أن تكونوا آباءً وأمهات خلال العامين الماضيين؟ أن تشاهدوا أطفالكم يعانون، ويتضورون جوعاً، ويرتجفون رعباً، بينما أنتم عاجزون عن فعل أي شيء حيال ذلك، وأن تعلموا أن العالم برمته يراقب ولا يفعل شيئاً حيال ذلك. هذا كابوس، كابوس أي أب وأم، ولكنه الواقع اليومي للفلسطينيين خلال العامين الماضيين”.

وتمر عملية إجلاء الأطفال وأولياء أمورهم من القطاع، بفحص أمني شامل من قِبل إسرائيل والدُول المضيفة، فيما وصفت منظمة الصحة العالمية هذه العملية بأنها “بطيئة للغاية”.

جهود ترمب

وأشادت الملكة رانيا، بجهود بالرئيس ترمب في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس” الفلسطينية. وقالت إنه استخدم الدعم الأميركي الدبلوماسي والعسكري والمالي للضغط على إسرائيل.

ومضت الملكة قائلة: “يُحسب لترمب أنه أول رئيس أميركي منذ زمن طويل يمارس ضغطاً فعلياً على إسرائيل. قبل ذلك، عندما يتجاوز الإسرائيليون الحدود، كان الرئيس الأميركي يكتفي بتوبيخهم ببضع كلمات، أو توجيه عقوبة بسيطة لهم. في الواقع، نجح الرئيس ترمب في إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالموافقة على وقف إطلاق النار. وآمل أن يواصل انخراطه في هذه العملية”.

وعند توجيه سؤال للملكة رانيا عمّا إذا كانت تعتقد أن السلام الدائم ممكن، قالت إن “الأمل في ذلك ليس فكرة ساذجة، بل هو شكل من أشكال التحدي”.

وتابعت: “أؤمن إيماناً راسخاً بإمكانية تعايش الفلسطينيين والإسرائيليين جنباً إلى جنب. وفي ظلّ الأجواء الحالية، ثمة عداء شديد، وغضب وحزن وكراهية ويأس بين الشعبين، لدرجةٍ تمنعهما من تحقيق السلام بمفردهما. لست ساذجة هنا، لكنني أعتقد أن الضغط من قبل المجتمع الدولي هو السبيل الوحيد لذلك”.

وأردفت: “في مراتٍ عديدة خلال العامين الماضيين، بدا الأمل بعيد المنال. لم يكن اختيار الأمل سهلاً… بل كان صعباً، ثقيلاً. لكنه الطريق الوحيد الذي لا ينكر الفلسطينيين أو يخون نضالهم أو إنسانيتنا”.

وقف إطلاق النار في غزة

وبعد أسبوعين من سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، المكون من 20 نقطة. يتحوّل التركيز إلى المرحلة الثانية من خطة ترمب بشأن غزة.

وتتطلب هذه المرحلة نزع سلاح حركة “حماس”، وتنص على تشكيل لجنة فلسطينية بإشراف دولي لإدارة القطاع، مع نشر قوات دولية تدعم أفراد الشرطة الفلسطينية بعد إخضاعهم للفحص والتدقيق الأمني. وتقاوم “حماس” الضغوط لنزع سلاحها، قائلة إنها مستعدة لتسليم أسلحتها للدولة الفلسطينية المستقبلية.

وأعقب وقف إطلاق النار، الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين العشرين الأحياء المتبقين في قطاع غزة منذ بدء حرب السابع من أكتوبر 2023، وإطلاق سراح نحو 2000 أسير فلسطيني لدى إسرائيل. كما سلّمت “حماس” جثامين 15 من أصل 28 متوفين ممن احتجزتهم في أكتوبر 2023.

لكن وقف إطلاق النار، ظل هشاً، مع وقوع بعض أعمال العنف وتبادل اتهامات بشأن وتيرة إعادة جثامين الرهائن، وإدخال المساعدات وفتح الحدود، في الوقت الذي تسعى “حماس” لفرض سيطرتها على القطاع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى