—**المغرب العربي على أعتاب تحول استراتيجي: نحو فضاء مغاربي جديد يسوده السلام والتنمية**

 

بقلم ✍️ / ثريا بن رحو

**الرباط –** –
بعد عقود من التوتر والجمود السياسي الذي طبع العلاقات بين دول المغرب العربي، يلوح في الأفق اليوم تحول استراتيجي قد يعيد رسم معالم المنطقة. فمع تثبيت **مغربية الصحراء** بقرار أممي واضح يؤكد السيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة، عنوانها **الاستقرار، والتعاون، والتنمية المشتركة**.

هذا التطور لا يقتصر فقط على كونه انتصارًا دبلوماسيًا للمغرب، بل يحمل في طياته دلالات أعمق تتعلق بإمكانية **بعث الروح في المشروع المغاربي** الذي ظل معطلاً لأكثر من ثلاثة عقود. إذ إن تثبيت الوضع القانوني للصحراء من شأنه أن يُنهي واحدة من أبرز بؤر التوتر التي كانت تُعيق العمل المغاربي المشترك، وتفتح الباب أمام بناء فضاء متكامل اقتصاديًا وسياسيًا.

ويؤكد مراقبون أن المغرب، من خلال سياسته القائمة على **التعاون الإقليمي والتنمية الإفريقية**، مهيأ لقيادة مرحلة جديدة من التكامل في المنطقة. فقد باتت مشاريع البنية التحتية العابرة للحدود، مثل أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، وميناء الداخلة الأطلسي، تجسيدًا عمليًا لرؤية تقوم على **الربط الاقتصادي جنوب-شمال وغرب-شرق**، بما يعود بالنفع على شعوب المنطقة كافة.

في المقابل، تتزايد الدعوات داخل الأوساط المغاربية إلى **إعادة إحياء اتحاد المغرب العربي**، الذي تأسس في أواخر الثمانينيات لكنه ظل مجمّدًا بسبب الخلافات السياسية. ومع بروز معطيات جديدة، يرى العديد من المحللين أن الظروف اليوم أنضج من أي وقت مضى لإطلاق مسار مغاربي جديد يقوم على الواقعية السياسية والمصالح المشتركة.

كما أن **التحولات الإقليمية والدولية**، في ظل التنافس الاقتصادي في إفريقيا، تجعل من الضروري توحيد الجهود المغاربية لمواجهة التحديات المشتركة، سواء في مجالات الأمن الطاقي، أو الأمن الغذائي، أو الهجرة، أو مكافحة الإرهاب.

ويخلص الخبراء إلى أن لحظة اليوم هي **فرصة تاريخية** لدول المنطقة للانتقال من منطق الخلاف إلى منطق التكامل، ومن سياسة الانتظار إلى دينامية البناء المشترك. فاستقرار الصحراء المغربية قد يشكل **نقطة انطلاق لعهد مغاربي جديد**، يؤسس لفضاء يسوده السلام، والتعاون، والتنمية المستدامة.
بقلم المدونة ثريا بن رحو .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى