وول ستريت تدخل نوفمبر بزخم قوي… الأسواق تتجاهل الضبابية وتراهن على مكاسب موسمية جديدة

عين اخبار الوطن – CNBC
تواصل الأسواق الأميركية مسيرتها القياسية مع اقتراب نهاية العام، إذ تمكنت المؤشرات الثلاثة الكبرى من تجاوز مطبّات أكتوبر/ تشرين الأول لتُنهي الشهر على ارتفاعات جماعية، ما عزز مكاسبها منذ بداية العام إلى مستويات مزدوجة الرقم.
ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 12% منذ مطلع 2025، وصعد ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 16%، فيما حقق ناسداك المركب قفزة تتجاوز 22%، مدعوماً بصعود أسهم الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها إنفيديا التي تخطت هذا الأسبوع حاجز الـ5 تريليونات دولار في القيمة السوقية.
نوفمبر.. شهر التفاؤل الموسمي
يُعد نوفمبر تاريخياً أفضل أشهر العام لمؤشر ستاندرد آند بورز 500، إذ يحقق مكسباً متوسطه 1.8% وفق بيانات “Stock Trader’s Almanac” منذ عام 1950، ويأتي ثالثاً في الأداء خلال الأعوام التي تلي الانتخابات الرئاسية بزيادة تبلغ 1.6%.
ويرى محللون أن الزخم الموسمي قد يدفع المؤشر لتجاوز حاجز 7,000 نقطة، متقدماً على متوسط التوقعات البالغة 6,555 نقطة بنهاية العام، في ظل تراجع التشاؤم بين المستثمرين وازدياد ثقة المتفائلين بمواصلة الصعود، بحسب تقرير لـ CNBC.
يقول الشريك المؤسس في شركة Reflexivity، جوزيبي سيتي: “التصحيح سيأتي عاجلاً أم آجلاً، لكن لا توجد أي إشارات حتى اللحظة تدل على أنه وشيك”.
عقبات في الطريق
ورغم التفاؤل السائد، تواجه وول ستريت جملة من التحديات، أبرزها موسم الأرباح المستمر، ومخاطر الإغلاق الحكومي الأطول في التاريخ الأميركي، إضافة إلى قضية الرسوم الجمركية التي ستُعرض أمام المحكمة العليا في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني.
تتعلق القضية بتعرفات فرضها الرئيس دونالد ترامب، بعد أن طلب من المحكمة العليا إلغاء أحكام المحاكم الأدنى التي قضت بعدم قانونية عدد من تلك الرسوم. ومن المتوقع أن يحضر ترامب بنفسه الجلسة، التي ستجمع قضيتين تتعلقان بالرسوم المفروضة على الفنتانيل والهجرة، إلى جانب ما يُعرف بـ”الرسوم المتبادلة” التي هزّت الأسواق في أبريل/ نيسان الماضي.
ويرى محللون أن الرسوم المتعلقة بالفنتانيل والهجرة مرجّح أن تبقى سارية، بينما قد تُلغى الرسوم المتبادلة لعدم دستوريتها. ويُفترض أن يؤدي إبطالها إلى دعم الأسهم، خصوصاً الشركات التي تضررت من التعرفات، لكن إعادة عائدات الرسوم إلى الخزانة قد تؤثر سلباً على سوق السندات المثقل أصلاً بالعجز المالي الأميركي.
محلل السياسات في Raymond James، إد ميلز، يوضح أن تأثير الحكم المحتمل سيكون محدوداً، مردفاً: “حتى لو أبطلت المحكمة الرسوم، فإن لدى ترامب أدوات أخرى لفرض تعرفات جديدة تحت مسميات مختلفة، لذا من الخطأ بناء قرارات استثمارية كبرى على هذه القضية”.
موسم أرباح قوي رغم الضبابية
أما لجهة موسم الأرباح، فهو يتجاوز منتصفه حالياً بنتائج إيجابية عموماً؛ إذ تشير بيانات FactSet إلى نمو أرباح الشركات المدرجة ضمن S&P 500 بأكثر من 10% في الربع الثالث، تقودها قطاعات المال والتكنولوجيا والمرافق.
ومن المنتظر أن تُقدّم شركات الذكاء الاصطناعي مثل AMD وPalantir وSuper Micro Computer بياناتها خلال الأسبوع المقبل، وسط ترقب لمعرفة ما إذا كانت تقييماتها المرتفعة لا تزال مبرّرة.
الإغلاق الحكومي يضغط على النمو
الإغلاق الفدرالي الذي دخل أسبوعه الخامس يُهدد بتقليص النمو الاقتصادي الأميركي. ووفقاً لتقديرات غريغوري داكو، كبير الاقتصاديين في EY-Parthenon، فإن الإغلاق يخفض الناتج المحلي الإجمالي بنحو 0.13 نقطة مئوية أسبوعياً، أي ما يقارب نصف نقطة خلال 29 يوماً.
ومع ذلك، يرى المحللون أن استمرار قصة الذكاء الاصطناعي ونتائج الشركات القوية قد يُبقي السوق في وضع بنّاء حتى نهاية العام.
وقال آرت هوغان، كبير استراتيجيي السوق في B. Riley Wealth: “المستثمرون الأفراد والمؤسسات يواصلون الشراء عند التراجعات، وقد أثبتوا صواب رهانهم حتى الآن. يبدو أن الأداء القوي سيستمر حتى ختام 2025”



