ترامب يعلن تعاوناً أمريكياً- إسرائيلياً لتعزيز العلاقات مع سوريا بعد لقائه الشرع في البيت الأبيض

 

عين اخبار الوطن – BBC
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إدارته تعمل بالتعاون مع إسرائيل لتعزيز العلاقات مع سوريا، وذلك عقب لقائه برئيس المرحلة الانتقالية السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض يوم الإثنين، في أول تواصل رسمي بين واشنطن ودمشق منذ سقوط حكم الأسد.

ويُعد هذا اللقاء خطوة غير مسبوقة في ظل الخلفية المثيرة للجدل للرئيس الانتقالي، الذي كان سابقاً قائداً لهيئة تحرير الشام والتي كانت تابعة لتنظيم القاعدة، من قائمة الجماعات الإرهابية.، وكان مدرجاً على القائمة الأمريكية السوداء للإرهاب حتى وقت قريب.

وخلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء، قال ترامب: “الناس يقولون إن لديه ماضٍ صعب. كلنا لدينا ماضٍ صعب”.

ويأتي هذا اللقاء في وقت أعلنت فيه سوريا عن توقيع إعلان تعاون سياسي مع التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية الذي تقوده الولايات المتحدة، وفقاً لما نشره وزير الإعلام السوري عبر منصة إكس يوم الإثنين. وأوضح الوزير أن “الاتفاق سياسي وحتى الآن لا يحتوي على أي مكونات عسكرية”.

وكان الشرع قد التقى ترامب لأول مرة في العاصمة السعودية، الرياض، خلال جولة الرئيس الأمريكي الإقليمية في مايو/أيار.

كما يعد الشرع الذي قاد ومعه فصائل أخرى عملية عسكرية أطاحت ببشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض منذ استقلال البلاد عام 1946.

كما صرح مصدر دبلوماسي في سوريا لوكالة فرانس برس بأن الولايات المتحدة تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية قرب دمشق “لتنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة التطورات بين سوريا وإسرائيل”.

وأكدت مصادر مطلعة لرويترز في وقت سابق أن واشنطن تستعد لنشر قوات في قاعدة جوية في دمشق، للمساعدة في إتاحة تنفيذ اتفاق أمني تتوسط فيه الولايات المتحدة بين سوريا وإسرائيل.

وحضّ ترامب في مايو/أيار الرئيس السوري على الانضمام إلى الاتفاقات الإبراهيمية وهي عملية شهدت عام 2020 تطبيع عدد من الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل.

وأعلن الشرع في سبتمبر/أيلول أن المفاوضات مع إسرائيل تهدف إلى التوصل لاتفاق أمني، تنسحب بموجبه إسرائيل من مناطق في جنوب سوريا تقدّمت إليها بعد سقوط الأسد، وأن توقف غاراتها كذلك.

ومنذ ديسمير/كانون الأول الماضي تعرّضت سوريا للعديد من الغارات الإسرائيلية والتوغّلات في جنوب البلاد، دون أن تردّ عليها.

وقال أيضاً مسؤول في الإدارة الأمريكية في وقت سابق إن واشنطن “تُقيّم باستمرار وجودنا الضروري في سوريا لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية بشكل فعال”.

تأتي زيارة الشرع للولايات المتحدة بعد ساعات فقط من إعلان المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، السبت، أن سوريا نفذت عمليات استباقية على مستوى البلاد ضد خلايا تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال البابا لقناة الإخبارية التلفزيونية الحكومية إن قوات الأمن السورية نفذت 61 مداهمة وألقت القبض على 71 فرداً لقيادات وعناصر، وصادرت متفجرات وأسلحة، في أوكار ومخازن ذخيرة.

وأوضح المتحدث أن “جهاز الاستخبارات العامة ووزارة الداخلية التقطوا معلومات تفيد بأن هناك نية للتنظيم بتفعيل عمليات جديدة؛ لذلك نفّذت القوى والأجهزة الأمنية عملية استباقية لتحييد هذا الخطر”.

وأضاف “هذه العملية اشتملت على 61 عملية دهم في مختلف المحافظات السورية؛ شملت: حلب، وإدلب، وحماة، وحمص، ودير الزور، والرقة، ودمشق وريفها، والبادية السورية”.

ومن المتوقع أن يسعى الشرع، خلال زيارته واشنطن، للحصول على تمويل لسوريا التي تواجه تحديات كبيرة في إعادة الإعمار بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، قدّر البنك الدولي أن تكلفة إعادة إعمار سوريا تبلغ أكثر من 216 مليار دولار.

تأتي زيارة الشرع بعد قرار وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الجمعة، بشطب الشرع من القائمة السوداء، بعد أن رصدت الولايات المتحدة، سابقاً، مكافأة قدرها عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، قبل الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تومي بيغوت، بأن حكومة الشرع كانت تلبي المطالب الأمريكية، كالعمل على العثور على الأمريكيين المفقودين، والتخلص من أي أسلحة كيميائية متبقية.

وأضاف بيغوت: “تُتخذ هذه الإجراءات تقديراً للتقدم الذي أحرزته القيادة السورية بعد رحيل بشار الأسد، وبعد أكثر من 50 عاماً من القمع في ظل نظام الأسد”.

وأضاف المتحدث أن شطب الولايات المتحدة للاسم من القائمة سيعزز “الأمن والاستقرار الإقليميين، بالإضافة إلى عملية سياسية سورية شاملة بقيادة سورية”.

وجاءت خطوة الخارجية الأمريكية بعد أن قادت واشنطن تصويتاً في مجلس الأمن، الخميس، لشطب اسم أحمد الشرع من قائمة العقوبات المفروضة على تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.

وفي يوليو/تموز الماضي، شطبت واشنطن هيئة تحرير الشام التي كان يقودها الشرع، والتي كانت تابعة لتنظيم القاعدة، من قائمة الجماعات الإرهابية.

وصرح مايكل حنا، مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية، بأن زيارة البيت الأبيض “لحظة رمزية بالغة الأهمية للزعيم الجديد للبلاد، تمثل خطوة أخرى في تحوله المذهل من قائد متشدد إلى رجل دولة عالمي”.

يذكر أن الشرع هو أول رئيس سوري منذ عقود يلقي كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في زيارة تاريخية في سبتمبر/أيلول الماضي.

وينظر إلى أنشطة الشرع الأخيرة على الساحة العالمية كدليل على السعي السوري لتأدية دور فاعل في المجتمع الدولي، بعد عقود من العزلة في عهد الرئيس السابق بشار الأسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى