التصعيد باتجاه الخارج ليس أكثر من هروب إلى الأمام، ومحاولة تصدير أزمة الإنقلاب نحو عدو يحاوره في العتمة ،ويصرخ في وجهه أمام وسائل الإعلام

الكاتب خالد سلمان

 

بقلم / خالد سلمان

‏ في محاولة لاستنفار عناصره والإبقاء على وتر العصب المذهبي في حالة شد ،عبر البحث عن عدو جاهز للإستخدام وفق الاحتياجات الحوثية.

‏مشكلة الحوثي ليس مع الخارج وليس مع السيادة، التي يدعي الدفاع عنها مع قابلية التفريط بها ،وفق حسابات ترسيمه حاكماً للبلاد ، مشكلة هذه الجماعة مع الداخل حيث تم الإنقلاب ومصادرة الدولة الوطنية، مقابل تكريس الدويلة المذهبية الطائفية ، وتدمير مابقي للإنسان من مقومات كيان قابل للعيش في حده الأدنى.
‏خارج لغة الحرب لاحديث لخطابات الحوثي ، لا عن بناء ولا عن واجبات تجاه الكتلة السكانية المختطفة ، والتي يضخها كبنك دم في ساحات حروبه العبثية العقيمة، المجردة من بعديها السياسي الإخلاقي.
‏مشكلتنا مع الحوثي مشكلة مزدوجة ،صفته كطرف إنقلابي ، وغياب الروح الحقيقية المقاومة لإنقلابه ، من قبل الشرعية كمؤسسة سياسية عسكرية وكإطار معني بإبداع كل أشكال حروب الاستنزاف والمقاومة.
‏الشرعية لم تجدول ضمن أولوياتها تحرير الأرض ، ولم تصن السيادة وأبقت قرارها في يد الإقليم، وتحت رحمة مصالح الخارج ، في فهم مغلوط بين التخلي عن قرارك المستقل، والاستثمار في صراع المصالح الدولية الإقليمية، بما يخدم مصالحك أنت كدولة ذات سيادة.
‏المواطن اليمني يرزح تحت وطأة عبئين: إنقلاب بربري ، وسلطة شرعية أنهكتها الصراعات البينية ،وحروب القرارات الثانوية المتبادلة بين طرفي الحكم، والتسويات والمقايضات خارج نسق الهدف والغاية الرئيسة إسقاط الحوثي، وكأن هناك من ارتضى أن يكون نصف دولة ، مكتفياً بالمناطق المحررة وأقل .
‏في حسابات الحراك السياسي تم تجميد كل شيء المسارات التفاوضية ، والخطط العسكرية ، ليطفو على السطح في بيت الشرعية محاصصة من اصدر قرارات أكثر لصالح فصيله، ومن تنازل أقل ،من خسر ومن ربح ، وكيف يدير الثمانية دولاب صراع الحصص فيما بينهم ، وكأن لا إنقلاب يكرس حضوره ويتشرعن على الأرض.
‏خيار الخلاص الأخير كتلة شعبية ثالثة تطيح بالإثنين معاً: إنقلاب طائفي وكيانات هزيلة.

من صفحة الكاتب على منصة X

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى