اعتراف نادر يشي بحجم حضور «حزب الله» داخل «الحوثية»

صورة متداولة للقيادي في «حزب الله» هيثم طبطبائي (إكس)
عين اخبار الوطن – الشرق الأوسط
9 سنوات لطبطبائي في قلب التدريب والإعداد
في اعتراف نادر، كشف الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني نعيم قاسم، على نحو صريح، تفاصيل الدور العسكري الذي لعبه القيادي هيثم علي طبطبائي داخل اليمن طوال تسع سنوات، مؤكداً أنه قضى الفترة بين 2015 و2024 في «التدريب والإعداد وبناء القدرات» لدى الجماعة الحوثية المنخرطة في ما يسمى «محور المقاومة» بقيادة إيران. لكن اللافت أكثر أن هذا القائد نفسه كان مطلوباً لدى الولايات المتحدة منذ أعوام، مع مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يقدّم معلومات عنه، بحسب برنامج «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي.
وعلى الرغم من أن معلومات انتشرت سابقاً عن وجود مستشارين من «حزب الله» في اليمن، فإن كلام قاسم كان أوضح من أي وقت مضى؛ إذ أكّد أن طبطبائي «ترك بصمة مهمة»، وأن الحوثيين «يحبونه كثيراً»، في إشارة توحي بمكانته داخل هيكل الجماعة المدعومة من إيران. كما يحمل هذا الإعلان دلالات إضافية؛ لأنه يأتي من حزب يلتزم عادة الضبابية حول امتداداته الإقليمية.
هيثم علي طبطبائي هو قائد عسكري في تنظيم حزب الله ساعد على زعزعة استقرار المنطقة. إذا كانت لديك معلومات عنه، فقد تحصل على مكافأة تصل الى 5 ملايين دولار. أرسل هذه المعلومات عبر تلغرام أو سغنال أو واتساب على الرقم أدناه، أو عبر خط الاتصال الخاص بنا على متصفح تور.
1-202-294-1037+ pic.twitter.com/Wuc62LcNDz— Rewards for Justice عربي (@Rewards4Justice) October 20, 2021
ويعد هذا التصريح العلني من نعيم قاسم – والذي جاء في خطاب تأبيني عقب مقتل طبطبائي بغارة إسرائيلية دقيقة في الضاحية الجنوبية لبيروت – أول اعتراف مباشر بمستوى انخراط الحزب داخل بنية الحوثيين، وبحجم الدور الاستراتيجي الذي لعبه القيادي البارز في تطوير قدراتهم العسكرية.
وسبق تصريحات قاسم رسائل عزاء بعثها كبار قادة الجماعة الحوثية بعد مقتل طبطبائي، والتي قرأها مراقبون بوصفها «دعوة صريحة» للحزب كي يستأنف المواجهة مع إسرائيل بهدف إبقاء الجبهة اللبنانية مشتعلة، في مقابل توفير غطاء سياسي وإعلامي لعمليات الحوثيين في البحر الأحمر.
وتتخوف الجماعة الحوثية – بحسب محللين يمنيين – من أن توقف القتال في لبنان وفلسطين سيجعل إسرائيل أكثر تركيزاً على ضرب قدراتها، خصوصاً بعد اغتيال رئيس أركانها محمد عبد الكريم الغُماري، ونصف أعضاء حكومتها الانقلابية، بمن فيهم رئيسها.
أدوار محورية
يعيد تصريح نعيم قاسم تسليط الضوء على شبكة الدعم التي قدمها قادة «قوة الرضوان» للحوثيين منذ 2015، خصوصاً أن طبطبائي كان من أبرز قيادات هذه الوحدة التي لعبت دوراً محورياً في بناء القوة الصاروخية والطيران المسيّر لدى الجماعة الحوثية.
وبحسب معلومات منصة «ديفانس لاين» العسكرية، فقد عمل قبله، وفي فترات متداخلة، عدد من قادة القوة، بينهم محمد حسين سرور (أبو صالح)، وعلي عادل الأشمر (أبو مهدي)، وإبراهيم عقيل، وباسل مصطفى شكر، وغيرهم ممن قُتلوا في ضربات إسرائيلية خلال العامين الماضيين.
أعاد مقتل قادة "حزب الله"تسليط الضوء على دور الحزب بدعم حروب الحوثيين ضد اليمن والسعودية.
اليوم، تحدّث زعيم الحزب نعيم قاسم عن رئيس أركان الحزب هيثم علي الطبطبائي المكنى جهاديا (أبو علي) الذي اغتالته إسرائيل يوم الجمعة الماضية في الضاحية الجنوبية، ونعاه الحزب مُتحدثا أنه تولى… https://t.co/xsQdIcKNv6 pic.twitter.com/f2eXeqGK6e
— ديفانس لاين (@defenseliney) November 28, 2025
ويلفت خبراء إلى أن ما كشفه قاسم يتوافق مع الوثائق والصور التي ظهرت في السنوات الماضية لمدربين من «حزب الله» وهم يرتدون زي الجيش اليمني داخل معسكرات الحوثيين، بعضها يظهر مشاركتهم المباشرة في العمليات الهجومية.
وكانت واشنطن قد وضعت طبطبائي ضمن قوائم المطلوبين منذ سنوات، معتبرة أنه «يساهم في زعزعة استقرار المنطقة»، ونشرت مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه عبر «تلغرام» و«واتساب» و«سغنال»، أو من خلال خط اتصال عبر متصفح «تور»، وفق إعلان رسمي لبرنامج «مكافآت من أجل العدالة».



