بريطانيا تفرض عقوبات على قادة الدعم السريع بسبب عمليات “قتل جماعي” في السودان

نازحون سودانيون في أعقاب هجمات على مخيم زمزم للنازحين ببلدة طويلة بولاية شمال دارفور غربي السودان. 15 أبريل 2025 – REUTERS

 

عين اخيار الوطن – رويترز + الشرق

الخارجية البريطانية: الفظائع المرتكبة مروعة وتترك ندبة في ضمير العالم

 

أعلنت بريطانيا، الجمعة، فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع، واتهمتهم بارتكاب ما وصفته بـ”أعمال وحشية”، تشمل “عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي ممنهج، وتعمّد” الاعتداء على مدنيين في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، في خطوة انتقدتها قوات الدعم السريع باعتبارها “متحيزة، وتفتقر إلى أسس قانونية”.

وقالت الحكومة البريطانية في بيان، إن عبد الرحيم حمدان دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى جانب ثلاثة قادة آخرين، “يُشتبه ضلوعهم في هذه الجرائم”، مضيفة أنهم “باتوا يواجهون تجميداً للأصول وحظراً للسفر”.

وذكر البيان، أن الحكومة تعهدت بتقديم 21 مليون جنيه إسترليني إضافية لتوفير الغذاء والمأوى، والخدمات الصحية والحماية للنساء والأطفال في بعض المناطق التي يصعب الوصول إليها في السودان.

وأضاف بيان الخارجية البريطانية، أن “أفعال قوات الدعم السريع في الفاشر ليست عشوائية: بل هي جزء من استراتيجية متعمدة لترهيب السكان وبسط السيطرة عن طريق الخوف والعنف، وآثار أفعالهم يمكن مشاهدتها من الفضاء”، موضحاً أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية لمدينة الفاشر “تظهر رمالاً مخضّبة بالدماء، وأكوام من الجثث، وما يدل على وجود قبور جماعية دفنت بها جثامين الضحايا بعد حرقها”.

وقالت وزيرة الخارجية البريطانية، إيفيت كوبر: “الفظائع المرتكبة في السودان مروعة إلى حد أنها تترك ندبة في ضمير العالم… والعقوبات التي نعلنها اليوم ضد قادة قوات الدعم السريع تشكل ضربة مباشرة لأولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء”.

وشدد الوزيرة البريطانية على أن لندن “لن تتغاضى عما يحدث، وسوف تقف دائماً إلى جانب الشعب السوداني”، لافتة إلى أنها تضغط على جميع الأطراف لإنهاء الحرب وحماية المدنيين، وأدانت بشكل متكرر “أعمال العنف”، التي ترتكبها قوات الدعم السريع، وقوات الجيش السوداني، وفق البيان.

الدعم السريع ترد

وفي أول رد فعل رسمي على العقوبات البريطانية، اعتبر المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع، الباشا محمد طبيق، أنها “تفتقر إلى الأسس القانونية والبيانات الموضوعية”، إذ لم تُوفد بريطانيا لجان تحقيق مستقلة للتحقق من الاتهامات الموجهة.

ووصف مستشار “الدعم السريع”، هذه الإجراءات، بأنها تبدو “متحيزة وغير عادلة، وتعكس بوضوح انحياز الموقف البريطاني ودعمه لمليشيات الجيش التي أنشأت قبل استقلال السودان”، حسب تعبيره.

واعتبر طبيق، أن “هذه العقوبات تمثل تشجيعاً مباشراً للجماعات الإرهابية التي تقاتل إلى جانب الجيش، وتؤدي إلى ارتكاب مزيد من الجرائم ضد المدنيين، كما تعزز موقف قيادة الجيش و(الإخوان) الرافض للمبادرات الإقليمية والدولية الهادفة لوقف الحرب في السودان”، على حد وصفه.

تأتي هذه العقوبات بعد أن اقترحت الولايات المتحدة والإمارات ومصر والسعودية، في نوفمبر الماضي خطة لهدنة لمدة ثلاثة أشهر تليها محادثات للسلام في السودان.

وردت قوات الدعم السريع بقبول الخطة، لكنها سرعان ما شنت غارات جوية مكثفة بطائرات مسيرة على مناطق تابعة للجيش.

وتسبب اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نزوح ملايين الأشخاص.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى