الأمين العام للأمم المتحدة يقرع ناقوس الخطرفي اليمن مع تقدم القوات الجنوبية… ومطالبة بالإفراج عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،

بقلم: ATN News Team

مقر الأمم المتحدة – نيويورك: حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، يوم الأربعاء، من أن اليمن يواجه خطر الانزلاق إلى مرحلة جديدة وخطيرة من الصراع، في ظل تقدم قوات جنوبية مؤخرًا وتدهور بيئة العمل الإنساني، داعيًا جميع الأطراف إلى خفض التصعيد والعودة إلى مسار المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة.

 

وفي تصريحات للصحفيين عقب إحاطته في جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن، قال غوتيريش إن التوترات تتصاعد في مختلف أنحاء البلاد، مشيرًا إلى «تطورات دراماتيكية جديدة» في المحافظات الشرقية تهدد بمزيد من تفكيك الدولة التي أنهكتها الحرب.

وأوضح أن قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تقدمت في وقت سابق من هذا الشهر إلى محافظتي حضرموت والمهرة، واصفًا هذه التحركات بأنها إجراءات أحادية تقوّض فرص السلام.

وقال غوتيريش: «الإجراءات الأحادية لا تفتح طريقًا للسلام، بل تعمّق الانقسامات، وتصلّب المواقف، وترفع خطر التصعيد الأوسع ومزيد من التفكك».

وحذّر من أن العودة الكاملة للأعمال القتالية قد تكون لها تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي، بما في ذلك البحر الأحمر وخليج عدن والقرن الأفريقي، وهي مناطق حيوية للتجارة العالمية وأمن الملاحة.

 

ودعا الأمين العام جميع الأطراف اليمنية، إلى جانب الفاعلين الإقليميين، إلى ضبط النفس والانخراط في الحوار، مشددًا على ضرورة الحفاظ على سيادة اليمن ووحدته وسلامة أراضيه.

وأضاف: «اليمن بحاجة إلى تسوية سياسية مستدامة يتم التفاوض عليها، تسعى إلى تلبية تطلعات جميع اليمنيين، وتضع حدًا لهذا الصراع المدمّر».

وفي لهجة حازمة، أدان غوتيريش استمرار احتجاز موظفي الأمم المتحدة وشركائها في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، واصفًا بيئة العمل الإنساني هناك بأنها «غير قابلة للاستمرار».

 

وقال إن ما لا يقل عن 59 من موظفي الأمم المتحدة وشركائها ما زالوا محتجزين تعسفيًا، بعضهم منذ سنوات، دون أي إجراءات قانونية سليمة. وأضاف أن السلطات الحوثية أحالت مؤخرًا ثلاثة من موظفي الأمم المتحدة إلى محكمة جنائية خاصة بسبب قيامهم بمهامهم الرسمية.

وأكد غوتيريش: «يجب إلغاء هذه الإحالة فورًا، وإسقاط التهم. إن احتجاز زملائنا يمثل ظلمًا جسيمًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي».

وشدد على أن «الأمم المتحدة وشركاءها يجب ألا يكونوا أبدًا هدفًا للاعتقال أو الاحتجاز بسبب قيامهم بواجباتهم الرسمية».

ورغم التحديات المتزايدة، أكد الأمين العام التزام الأمم المتحدة بمواصلة دعم المدنيين في اليمن، مشيرًا إلى أن نحو 4.8 ملايين شخص نزحوا من منازلهم، فيما يحتاج حوالي 19.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية.

 

وقال إن وكالات الأمم المتحدة تمكنت هذا العام من الوصول إلى أكثر من 5.3 ملايين شخص بالمساعدات الغذائية والتغذوية والمياه والخدمات الصحية، محذرًا من أن استمرار هذه الجهود مرهون بتوفر التمويل الكافي وضمان الوصول الإنساني دون عوائق.

وأشار غوتيريش إلى أن أطراف النزاع في اليمن اقتربت في السابق من التوصل إلى السلام، خاصة خلال الهدنة الوطنية عام 2022 والتفاهمات التي تم التوصل إليها في 2023، إلا أن التطورات اللاحقة عقّدت المشهد.

 

وختم بالقول: «ورغم ذلك، فإن طريق السلام لا يزال ممكنًا»، داعيًا جميع الأطراف إلى العمل بشكل بنّاء مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة وتجنب أي خطوات من شأنها تأجيج هذا الوضع الهش.

وأكد غوتيريش: «الشعب اليمني يطالب بالسلام… ويستحقه».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى