إلى أهلنا في الجنوب: ماذا ستستفيدون من الانفصال؟

✒️ ✍️ بقلم
الاستاذ/فتح ناجي علايه
قراءة في الأرقام والوقائع قبل الوحدة وما بعدها –
حين تقرا القضايا الكبرى بالعاطفة وحدها يضيع الحق وحين تقرأ الأرقام والوقائع يتضح كثير مما أسيء فهمها أو تعمد البعض في تجاهلها
١- دخل الجنوب الوحدة وفي سجلاته نحو 440 ألف موظف من إجمالي عدد سكان لا يتجاوز 2 مليون و300 ألف نسمة بحسب إحصاء عام 1988.
وفي المقابل دخل الشمال الوحدة بـ نحو 97 ألف موظف رغم أن عدد سكانه كان أكثر من 20 مليون
٢-دخل الجنوب الوحدة وهو مثقل مديونية تقدر بحوالي 11 مليار $تحملتها دولة الوحدة
٣- كان طرح الشمال قبل الوحدة هو الوحدة الفيدرالية
بينما أصر الجنوب على الوحدة الاندماجية هروب من الانهيار الاقتصادي والسياسي الذي كان يهدده آنذاك.
٤- في أول انتخابات عامه تعدديه حصل الحزب الاشتراكي على المركز الثالث، فرفض النتائج وطالب بـ كوتا 50% من السلطة ثم أعلن الانفصال مما أدى إلى حرب 1994 شكل إخلالا بمبدأ التدوال السلمي للسلطه
٥-تشير تقارير اقتصادية دولية إلى أن نحو 80% من موارد دولة الوحدة حتى عام 2012 جاءت من موارد الشمال مقابل نحو 20% من موارد الجنوب، مع توجيه جانب معتبر من الإنفاق العام والمشاريع الخدمية إلى المحافظات الجنوبية
٦- ترتبت على أعباء الوحدة إجراءات اقتصادية قاسية شملت رفع أو تقليص الدعم عن السلع الأساسية ما اثر بصورة مباشرة علي المستوي المعيشي فيالمحافظات الشمالية بسبب الأعباء الاقتصادية الثقيلة التي ترتبت على قيام الوحدة.
٧- بعد عام 2012، دخلت البلاد مرحلة تفكك سياسي واقتصادي لم يسلم منها شمال ولا جنوب.
توقفت عجلة التنمية، وانهارت العملة وضاعت الموارد بين الصراع والانقسام،وتحولت القضايا الوطنية إلى أدوات صراع سياسي لا إلى حلول عادلة.
٨- استخدمت مظالم الجنوب – الحقيقية والمصطنعة
كما استخدمت معاناة الشمال وقودا للصراع بدل أن تكون أساسًا للإنصاف وبناء دولة عادلة
ومع غياب الدولة لم يعد الجنوب مستفيدًا ولا الشمال متحملًا
بل أصبح اليمن كله خاسرًا ارضًا، وإنسانا، وسيادة.
الخلاصة سؤال صريح للجنوبيين
الوحدة لم تكن خطأ في أصلها،
لكن سوء إدارتها، والصراع على السلطة، وغياب العدالة، وتغليب المصالح الحزبيه حولوها من مشروع وطني إلى أزمة مزمنة.
والسؤال الجاد اليوم ليس
من أخطأ أكثر؟
بل
ماذا سيستفيد الجنوب من الانفصال؟
هل ستحل الأزمة الاقتصادية؟
هل ستبنى دولة قوية بلا موارد مستقلة ولا اعتراف دولي مضمون هل سيتوقف الصراع أم سيتحوّل إلى صراعات جنوب–جنوب؟
لا يمكن تصحيح المسار
بالكذب
ولا بتزييف التاريخ،
ولا بتبادل الاتهامات،
بل بـ الاعتراف الصادق بالوقائع، والإنصاف، والتوزيع العادل للموارد وبناء دولة عدل، لا دولة هشه ودولة مواطنة متساوية وسيادة قانون.



