القمة العربية الإسرائيلية.. تحركات متسارعة وواشنطن تطمئن الحلفاء بشأن إيران

عدن – عين اليمن الحر
تهيمن قضية تطور دبلوماسية الولايات المتحدة مع طهران على قمة النقب التي تستمر يومين، وتضم وزراء خارجية ثلاث دول عربية تتمتع بعلاقات مع إسرائيل.
واجتمع شركاء إسرائيليون وعرب في قمة نادرة في إسرائيل، الأحد، حضرها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي سعى لطمأنة حلفاء الولايات المتحدة بشأن ملف إيران، وفقا لرويترز.
وتأتي زيارة بلينكن إلى إسرائيل في الوقت الذي تتسارع فيه الأحداث العالمية، حيث يشكك فيه بعض حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة في التزام إدارة الرئيس، جو بايدن، تجاههم، ويستعدون لمرحلة ما بعد الاتفاق النووي الإيراني، إذا تم التوصل لتوافق دولي حول الملف، والأزمة الأوكرانية القائمة حاليا.
وكانت المحادثات النووية بين إيران والدول الغربية قريبة من الوصول إلى اتفاق قبل عدة أسابيع، إلى أن قدمت روسيا مطالب في اللحظة الأخيرة وأصرت على أن العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها لأوكرانيا يجب ألا تؤثر على تجارتها مع إيران.
وقال بلينكن إن استعادة الاتفاق النووي المبرم عام 2015 “هي أفضل طريقة لإعادة برنامج إيران النووي إلى الصندوق الذي كان فيه”.
وقال بلينكن “لكن سواء حدث ذلك أم لا، فإن “التزامنا بالمبدأ الأساسي المتمثل في عدم حصول إيران أبدا على سلاح نووي لا يتزعزع”، وأضاف “ستواصل الولايات المتحدة الوقوف في وجه إيران عندما تهددنا أو عندما تهدد حلفاءنا وشركائنا”.
مخاوف أمنية
وفي إسرائيل، تعمقت المخاوف الأمنية الداخلية عندما أطلق مهاجمون عرب، حددهم مسؤولو الأمن على أنهم مواطنون إسرائيليون ومتعاطفون مع تنظيم داعش، النار على اثنين من ضباط شرطة الحدود وقتلهما في الخضيرة، وهي مدينة تقع على بعد 50 كيلومترا شمال تل أبيب.
وأطلقت الشرطة النار على الرجلين فأردتهما قتيلين.
وأعلن داعش مسؤوليته عن الهجوم، وفقا لبيان نشر على حساب التنظيم على تلغرام، نقلته رويترز وفرانس برس.
وكتب بلينكن على تويتر “ندين الهجوم الإرهابي الذي وقع اليوم في الخضيرة، إسرائيل. إن أعمال العنف والقتل التي لا معنى لها لا مكان لها في المجتمع”.
دعم أوكرانيا
ومن المتوقع أيضا أن يضغط بلينكن خلال القمة على الحلفاء العرب لزيادة الدعم لأوكرانيا لصد الغزو الروسي لأن العديد من دول الخليج لم تصل حتى الآن إلى حد تقديم مساعدة ذات مغزى.
وبعد محادثات مع بلينكن، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الذي حذر من أن الاتفاق النووي مع إيران لن يكون ملزما لإسرائيل، إنه يأمل أن “تسمع واشنطن الأصوات المعنية من المنطقة وإسرائيل وغيرها”.
ويحضر القمة التي تعقد في فندق صحراوي في النقب، دول الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب، التي كانت جزءا من اتفاقات أبراهام التي توسطت فيها إدارة الرئيس السابق، دونالد ترامب، لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وسينضم وزير الخارجية المصري، الذي احتفلت بلاده يالسبت بمرور 43 عاما على السلام مع إسرائيل، إلى القمة.
وقال بلينكن إن “التطبيع أصبح الوضع الطبيعي الجديد في المنطقة”، مضيفا أن واشنطن تأمل في “جلب آخرين”.
الملف الفلسطيني
وقبل سفره إلى إسرائيل لحضور القمة، أجرى بلينكن محادثات في الضفة الغربية مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، وأعرب عن استمرار التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين لإنها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
حشد الدعم
وتقول صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن الولايات المتحدة تعيد التفكير في دورها الأمني في المنطقة، فيما تسعى روسيا والصين إلى استغلال الفتحات التي خلفتها واشنطن.
وتقول الصحيفة إن الدافع وراء الكثير من عملية إعادة الاصطفاف هو التصدعات الجديدة بين الولايات المتحدة وحلفائها حول المفاوضات التي لم تنته بعد بشأن الاتفاق النووي مع إيران، والآن الحرب في أوكرانيا، حيث تكافح إدارة بايدن لإقناع إسرائيل والسعودية بتبني مواقفها بشأن التعامل مع طهران وعزل روسيا.
وقال بلينكن، الأحد، إن “منطقة أكثر استقرارا وتكاملا تمنحنا أساسا أقوى للتصدي للتهديدات المشتركة مثل هذه”، واصفا القمة بأنها تجمع كان “لا يمكن تصوره قبل بضع سنوات فقط”.
تحالف دفاعي
لكن من غير المتوقع أن تجيب المحادثات يومي الأحد والاثنين عن سؤال ما إذا كانت اتفاقات أبراهيم يمكن أن تتوسع إلى تحالف دفاعي رسمي والدور الذي سيكون للولايات المتحدة في أي علاقة عسكرية جديدة، ونقلت الصحيفة عن أمير حايك، السفير الإسرائيلي لدى الإمارات العربية المتحدة قوله إن “القضية الأكثر أهمية هي الجلوس معا، إنها تقول للعالم إن المنطقة موحدة”.
وتعمل إسرائيل وشركاؤها العرب الجدد على تسريع المحادثات التي تركز على الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي التي تهدف إلى مواجهة ترسانة إيران الكبيرة من الصواريخ متوسطة المدى والطائرات المسلحة بدون طيار.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي لم تذكر اسمه قوله إن السعودية، التي امتنعت عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أجرت محادثات هادئة معها بشأن تعاون عسكري أوثق.
وتقول الصحيفة إنه في علامة أخرى على هذا التحول، تظل الدول الغنية بالنفط في الخليج العربي وإسرائيل على الحياد أو تخفف من انتقاداتها للغزو الروسي لأوكرانيا على الرغم من دعوة واشنطن لها إلى دعم كييف.
وتحدث الزعيمان الفعليان للسعودية، محمد بن سلمان، والإمارات، محمد بن زايد، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
كما دعت الرياض الرئيس الصيني، شي جين بينغ، لزيارة الصين هذا العام وسرعت المحادثات مع بكين حول تسعير مبيعات النفط للصين باليوان، حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
وفي الوقت نفسه، بحسب الصحيفة، تسعى السعودية والإمارات أيضا إلى إقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية أوثق مع إيران في محاولة لرفع خطر الصراع الإقليمي المحتمل.
وتوقفت تلك المحادثات هذا الشهر بعد أن أعدمت السعودية 81 شخصا، بينهم عشرات المسلمين الشيعة، في أكبر عملية إعدام جماعي في تاريخ البلاد.
وتقول دول الخليج وإسرائيل إن تخفيف العقوبات الاقتصادية على إيران قد يهدد أمنها من خلال منح مكاسب غير متوقعة للجمهورية الإسلامية لإنفاق المزيد على برنامجها الصاروخي وشبكتها من الحلفاء بما في ذلك حزب الله في لبنان والمتمردين الحوثيين في اليمن ومجموعة من الميليشيات العراقية، بحسب وول ستريت جورنال.
وبدلا من تهدئة المنطقة، يمكن للاتفاق النووي أن يشجع المتشددين الإيرانيين، مما يدفعهم إلى زيادة الضغط العسكري ضد القواعد الأميركية وشركائها في المنطقة كجزء من هدف طهران طويل الأمد المتمثل في طرد الولايات المتحدة، حسبما قال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون للصحيفة.
ومن المقرر أن يلتقي العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في رام الله الاثنين، وسيعقد الاثنان اجتماعا ثلاثيا مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، في عمان، الثلاثاء، وفقا لمسؤول في مكتب عباس.