كلمة رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الأستاذ يحي منصور ابو اصبع في الذكرى السابعة ليوم الصمود الوطني

 

عين اخبار الوطن

الأخوات والإخوة الحضور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يكاد تاريخ علاقات السعودية باليمن أن يكون تاريخ عدوان مستدام تتعدد أشكاله وألوانه مُراوِحةً بين السخونة تارة والنعومة تارة أخرى. وما يوم السادس والعشرين من مارس سوى يوم إنعاش للذاكرة اليمنية المثخنة بالجروح؛ وهي بطبيعة الحال ذاكرة تدرك حق الإدراك أن العدوان لم يبدأ منذ سبع سنوات مضت وإنما هو ممتد في الزمن لعقود قبل 26 سبتمبر 1962. ولا يبدو أن هذا العدوان سيتوقف ما لم تقتنع مملكة آل سعود أن دوام الحال من المحال وأن اليمن ليس حديقة خلفية للتنزه وإنما هو تاريخ وحضارة، وهو مجد وإباء، وأن اليد الذي تمتد إليه بسوء لابد من بترها.
الأخوات والأخوة الحضور:
السعودية ليست فاعل خير حتى تدير حربا من أجل طبقة سياسية وضعتها الصراعات اليمنية-اليمنية الدورية في مكان لا تريده ولم تكن تتوقعه. وليس بين دول العالم قاطبة دولة واحدة تتصرف على أنها فاعل خير. فكل دولة تتصرف في حالة السلم وفي حالة الحرب انطلاقا من مصالحها. والحرب التي تديرها السعودية في اليمن هي حرب السعودية وحليفتها دولة الإمارات. والسعودية في هذه الحرب تقف على رأس تحالف لا يدعم أحدا غير السعودية. وليس بمقدور مسمى “تحالف دعم الشرعية” المكرور إعلاميا أن يغطي على هذه الحقيقة التي نراها ماثلة على الأرض في احتلال المحافظات الجنوبية والشرقية والجزر والشواطئ. وهدف السعودية من هذه الحرب ليس هزيمة الحوثي كما يقال وإنما هزيمة اليمن بتمزيقه إلى كيانات متحاربة تعيش وتتكسب على التنكر ليمنيتها.
الأخوات والإخوة الحضور:
سبع سنوات عجاف ونحن اليمنيين بين صامد مع شعبه يقاوم العدوان في ظل الحصار وبين طبقة سياسية تائهة رهنت مصيرها وقرارها كليا للخارج، ولم تبقِ لنفسها ولو هامشا صغيرا لحرية الحركة. سبع سنوات أثبتت أن نخبنا من الضحالة والسطحية بحيث لم تستطع أن تحدث ولو ثغرة بسيطة في جدار الحرب لصالح السلام. سبع سنوات لم نرَ خلالها سوى متهافتين ومتزلفين وانتهازيين وباحثين عن فرص لذواتهم وليس للوطن. ولأن شر البلية ما يضحك فما هو يا ترى أكثر إضحاكا من القبول بالذئب راعيا في محاولة لإقناعنا بأن السلام سيأتي من الرياض.
الأخوات والإخوة الحضور:
إن النضال من أجل الوطن يقتضي أن يتوحد فيه مصير المناضل مع مصير المناضل من أجله، وأن أحدا لا يستطيع أن يدعي النضال من أجل الوطن إلا إذا ربط مصيره بمصير مواطنيه وأصبح عرضة لكل ما يصاب به أي مواطن يمني. فالنضال من أجل الأوطان لا يتسق مع حياة الرفاه خارج حدودها، ولا مع المزايدات وبيع المواقف.
أيتها الأخوات أيها الإخوة:
إن رهاناتنا يجب أن تكون على الداخل اليمني، والحلول يجب أن نبحث عنها هنا في هذا الداخل. ومن أجل هذه الحلول نحتاج إلى كتلة تاريخية حاملة لمشروع وطني كبير بحجم اليمن وبحجم تاريخه وتنوعه. ومعنى هذا أن الكتلة التاريخية التي نريدها ويجب أن نشرع في إقامة مداميكها يجب أن تكون كتلة تاريخية من أجل السلام ومن أجل بناء دولة ديمقراطية إتحادية حديثة دوله ضامنه لكل ابناء الوطن بدون تمييز بسبب اللون او العرق او المذهب او المنطقه و بعيداً عن المساومات والمحاصصات التي لا تفعل شيئا غير ترحيل الأزمات.
وهنا يجب التشديد على ضرورة تحاشى الخلط المتعمد بين الدعوة إلى بناء كتلة تاريخية من أجل اليمن وبين خطابات التعبئة التي تحاول بين الفينة والأخرى تقديم نفسها تحت عناوين تبدو براقة لكنها في حقيقتها لا تهدف إلا إلى صب المزيد من الزيت على النار من أجل أن تستمر الحرب ويستمر معها بازار بيع المواقف.
أيتها الأخوات أيها الإخوة:
لسنا اليوم بصدد الاحتفاء بمناسبة من مناسبات الصمود والتصدي وإدانة العدوان، ولكننا أيضا بصدد الدعوة للسلام وإدانة كل من لا يسعى إلى السلام العادل الذي يحفظ لليمن وحدته وكرامته ويؤسس لمستقبل كريم لكل اليمنيين. وهنا اسمحوا لي أن أدعو كل أطراف الحرب أن تتيح المجال لإنتاج حل يمني-يمني وأن تشيع مناخا من التقارب والتفاهم وأن تبادر كل في مناطق سيطرته إلى رفع أعباء الحرب عن المواطن اليمني المقهور والمعتقل داخل وطنه بين جبهات الحرب وتداعياتها من غلاء الأسعار وضياع الأمن وانعدام الخدمات وانتشار الجوع وتفشي الأمراض واتساع خطابات الكراهية و إنقطاع المرتبات
ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أدعو الأمم المتحدة وكل الخيرين في الإقليم وفي العالم إلى النظر بجدية في حق الشعب اليمني المحاصر في حياة كريمة وآمنة بعيداً عن حصار الموانئ والمطارات.
المجد، كل المجد، لليمن. والخزي والعار للمشاريع الصغيرة التي تتكسب من أوجاع اليمن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحيى منصور ابواصبع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى