الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد فعالية رفيعة المستوى لمكافحة الإسلاموفوبيا

ورك – رشادالخضر – الأمم المتحدة
تُعقد بالجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم، فعالية رفيعة المستوى لإحياء اليوم الدولي الأول لمكافحة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا) الموافق الخامس عشر من آذار/مارس.
يَعقد الفعالية رئيس الجمعية العامة، ووزير خارجية باكستان بصفة بلاده رئيسة لمجموعة دول منظمة التعاون الإسلامي. ويشارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والممثل السامي لتحالف الحضارات وأكاديميون ومختلف الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
وكانت الجمعية العامة قد اعتمدت، في آذار/مارس 2022،القرار رقم 254/76 لإعلان 15 آذار/مارس يوما دوليا لمكافحة كراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا).
سُم كراهية الإسلام
وفي كلمته في الفعالية وصف أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة كراهية الإسلام بأنها سم. وقال إن مسلمي العالم الذين يبلغ عددهم نحو ملياري نسمة هم تجسيد للإنسانية بكل تنوعها، مشيرا إلى أنهم ينحدرون من كل ركن من أركان المعمورة لكنهم يواجهون في كثير من الأحيان تعصبا وتحيزا لا لسبب سوى عقيدتهم.
وقال الأمين العام إن الكراهية المتنامية التي يواجهها المسلمون ليست حدثا منعزلا، بل إنها جزء أصيل من عودة القومية الإثنية للظهور وأيديولوجيات النازيين الجدد الذين يتشدّقون بتفوق العرق الأبيض، والعنف الذي يستهدف الشرائح السكانية الأضعف، بمن في ذلك المسلمون واليهود وبعض مجتمعات الأقلية المسيحية وغيرهم.
وأضاف غوتيريش أن هناك صلات لا تخفى على أحد تربط بين كراهية الإسلام والتفرقة الجنسانية (أي القائمة على نوع الجنس). وقال “نرى بعض أسوأ الآثار في التمييز الثلاثي الذي تتعرض له النساء المسلمات بسبب نوعهن الاجتماعي وانتمائهن الإثني وعقيدتهن”.
ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك، قال الأمين العام إن رسالة السلام والتعاطف والتراحم التي جاء بها الإسلام، منذ أكثر من 1400 عام، تشكل إلهاما للناس حول العالم.
وأشار إلى أن كلمة إسلام ذاتها مشتقة من الجذر نفسه لكلمة سلام.
وقال إنه رأى بنفسه عندما كان مفوضا ساميا لشؤون اللاجئين، سخاء الدول الإسلامية التي فتحت أبوابها لمن أجبروا على الفرار من ديارهم، في وقت أغلقت فيه دول أخرى كثيرة حدودها.
وأضاف أن ذلك السخاء يعد تجليا معاصرا لما جاء به القرآن الكريم في سورة التوبة:
”وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ
ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْلَمُونَ“.
وقال إن هذه الحماية تكفل للمؤمنين وغير المؤمنين على السواء، وتعد تعبيرا مبهرا عن مبدأ حماية اللاجئين قبل قرون من إبرام اتفاقية عام 1951 للاجئين.
وأشار الأمين العام إلى خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية، وقال إنها تقدم توصيات ملموسة لدعم الحكومات بحيث يكون باستطاعة كل إنسان التمتع بحقه في ممارسة شعائر دينه بأمان.
وتطرق إلى استراتيجية الأمم المتحدة وخطة عملها بشأن خطاب الكراهية، التي توفر إطارا للدعم المقدم للدول الأعضاء في مواجهة هذه الآفة، مع الحرص في الوقت ذاته على احترام حرية التعبير والرأي.
وفي إطار “خطتنا المشتركة” تعمل الأمم المتحدة على إبرام الاتفاق الرقمي العالمي من أجل مستقبل رقمي مفتوح وحر وشامل وآمن للجميع، يرتكز إلى حقوق الإنسان. وقال إن الأمم المتحدة تدفع لوضع مدونة لقواعد السلوك لتعزيز النزاهة في الإعلام.
وأشار غوتيريش أيضا إلى إعلان ”الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك“ – الذي صدر عن قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر – وقال إنه نموذج للتعاطف والتضامن الإنساني.
وقال غوتيريش “إن كل الأديان والأعراف العظيمة تنادي بحتمية التسامح والاحترام والتفاهم. وفي الجوهر، نحن بصدد قيم عالمية: فهذه القيم هي روح ميثاق الأمم المتحدة، وهي في صميم سعينا لإعمال العدل وحقوق الإنسان وإحلال السلام”.
ودعا إلى مواصلة السعي لإعمال هذه القيم وحماية القدسية والكرامة المكفولة لكل حياة بشرية، والتصدي لقوى الانقسام بإعادة تأكيد الإنسانية المشتركة.
وتهدف فعالية اليوم لدعوة المجتمع الدولي إلى النظر في سبل مكافحة التعصب والتحريض على العنف والكراهية ضد أتباع الديانات والعقائد بمن فيهم المسلمون.
وستسعى الفعالية لتحقيق عدد من الأهداف منها النظر في سبل الحد من الإسلاموفوبيا عالميا، والدعوة للتضامن والتعاون لمكافحة التمييز والعنف ضد الأشخاص بناء على دينهم أو معتقداتهم، بما في ذلك الخطاب المعادي للمسلمين الذي قد يؤدي إلى التنميط العنصري والتمييز والصور النمطية السلبية ووصم المسلمين.
كما تهدف الفعالية أيضا إلى تعزيز العمل الجماعي من المجتمع الدولي لمحاربة كراهية الأجانب والتعصب والتحريض على العنف على أساس أي دين أو معتقد.