طقوس عشق وثنية !

✍️ – صباح نور الصباح

طقوس عشق وثنية !

وأنت تعد ولائم العشق
لإمرأة عتّقها الشوق
أهدها الورد قبل القُبل
واسكب خمرة الروح في مقلتيها قبل أن تعانقها،
بنبيذ البوح إملأ كؤوس أمسياتها قبل أن تأخذها إلى ليلك..
وأنت تستدرج إلى الغيم
أنثى مائية
لا تتجاهل زنابق شهوتها
إصعد معها إلى سماء الحب قطرة قطرة
وتلاش فيها: غيمة تشرب غيمة..
وانهمر على حدائقها الخلفية مطرا من الرغبات البدائية..
وأنت تقتفي أثر شاعرة لكتابة نص دسم
إنس ما قرأته عن نساء ألف ليلة وليلة،
عن زوجة شهريار
عن شهرزاد
عن العجوز الشمطاء،
عن نهد الجارية البض،
دُسّ السم لكل نسائك في السرد،
ٱركن حكايات عشقك على رفّ قصيّ في الذاكرة
ولا تنس ملء الفراغات بخمر المجاز وأفيون الشّعر
والإطناب في إنزياحاتك متّن النص..
وأنت تستدعي إلى لعبة الحياة والموت أربعينية مكتنزة بطفولتها
لا تهدها هوّاماتك و أجنّة نافقة
إهدها لُعبًا
وكثيرا من حلوى الودّ
ولا تنس أن تبحث في جسدها عن قطعة “البازل” التي بها تكتمل لوحة الخلق ..
لاعبها ،
داعبها ،
دللّها ..
دع طفلتها ترقص حافية تحت زخاتك
وتسيقظ على دهشة بكرٍ..
وأنت تنوي الحج لجسد أنثى نبيذيّة
لا تنس الصلاة كثيرا في محراب عينيْها
والاعتكاف طويلا على مشارف شفتيها
والطواف بلا حصر حول قبّتيْها..
كن ديونيزيسيّ العقيدة
باخوسيّ الطريقة
فللحب عندها مناسك،
وللعشق طقوس وثنيّة..
وأنت تدعو أنثى خريفيّة لكسر شرنقتها
لا تنس سكب الألوان على أجنحتها
و نثر حبوب الطلع على هندبائها
واستدراج الربيع لخريف عمرها..
وأنت تنشد الموت على مشارف خصر أنثى غجرية
لا تتأنق بربطة عنق باريسيّة
لا تتعطر بروائح الشرق الذكوريّة
تأبط الكثير من الدعابة
واملأ جرابك بقصائد بوهيميّة
وارتدِ معطف الجنون
وطقم الحريّة
فهذه المرأة وإن فاحشتها الحياة بأصابع همجيّة
وأمعنت بجلدها سياط العمر البربريّة
فإنها لا تزال أنثى بكرٍ
يخضرّ لحاؤها بكلمة “أحبكِ”
حين تنهمر من مقلتين مغمضتين..
وتنفتح أرضها القحط بلمسة من أصابع نهمة تتعرق لهفة لملء فراغاتها
ببذور سنابل وحشيّة …
صباح نور الصباح
تونس : 7-9-2022
تنويه: بعض الأبيات في طالع القصيدة مستلهمة من قصيدة محمود درويش: وانتظرها