اعذورني ،،، لن اتبرع لغزة

✍️ بسمة العواملة
اعذورني ،،، لن اتبرع لغزة
اعذوروني
فقد سئمت البكاء و العويل
ففي كل مرة نعيد الكرّة
يقتلون و يقصفون و يحرقون
نغضب قليلا ،،،و نبكي كثيراً
نشجب،،نستنكر،،ندين،،نتوعد
و في النهاية نكتفي بتغير صورة البروفايل و نرسم وجهاً باكياً وقلباً منكسر و نهرول الى الله طالبين العون و ان ينتقم لنا مناعداءنا و نحن جلوس في بيوتنا
نكتفي بالدعاء و بقليل من التنديدات و بضع دراهم في صندوقإعادة الإعمار
وكأننا لم نقرأ في كتاب الله { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم }
و في صباح اليوم التالي نبدأ في التجهيزات و التحضيراتلجمع الاموال و المساعدات لإعادة الإعمار و نعاود المرة تلو المرة
يقتلو و ينكلوا يقصفوا و يهدموا و نحن نزيل آثار الهدم و نمحواآثار القدم الهمجية و ننسى كل ما عملوا
ننسى الارامل و الثكالى
ننسى اليتم و الفقر و القهر
نعيد الإعمار كي نزيل كل ما يذكرنا بعجزنا و قهرنا و امتهانكرامتنا
ولا نقف لنتساءل
متى ينتهي هذا الدمار
متى ينتهي هذا الذل و الإنكسار
متى نعيد كرامتنا و عزتنا
متى نعود خير أمة اخرجت للناس
فما عدنا نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر
و لم نعد ننصر المظلوم و نضرب بيد من حديد يد الظالم
اعذروني فلم اعد احتمل تكرار نفس رودود الافعال منذ عشراتالسنين ، قتل و هدم و تشريد ، ثم بدلاً من أن ننتفض و نثورنهرول لجمع التبرعات لنعيد الاعمار و يعاودوا لهدم ما بنيناه ، وكأن حالنا يقول إن عدتم عدنا
الم نتعلم الدرس بعد
فكيف لواقعنا أن يتغير و نحن ما زلنا ندور بذات الدائرة و نعيدتكرار نفس ردود الافعال الباهته
و ننتظر أن نجني نتائج مختلفة
حتى شعاراتنا التي نخطب بها باتت جوفاء تخلو من روحالنضال في سبيل تحرير الارض و الإنسان
نشارك في المسيرات و الوقفات الاحتجاجية حتى نوثقها علىصفحات الفيسبوك ، اكثر ما نستشعر اهميتها و تأثيرهاحتى اننا لم نعد نجد قيادات وطنية بحجم همومنا و الالامناتلهمنا و تشد من ازرنا ، وكأننا اضعنا بوصلة العروبة ، لذااعود و اقول
عذراً غزة لن اتبرع لاعادة اعمارك ، لن اتبرع لاقنع نفسيكذباً انتي دعمت اطفالك و نساءك ، لاتخلص من شعور الخذلان و الإحباط و من ثم تغادر ذاكرتي قضية شعب تعرض لاقسى إبادة جماعية شهدها القرن الواحد و العشرين نعم اقولها و اعيد لأن المخطط ابعد مما نظن فالهدف ليس فقط تدمير غزة و ازالتها عن بكرة ابيها
بل الهدف اعظم و
اشد الماً و ا عمق جرحاً
ف والله غزة ما هي الا بداية النهاية
بداية لنكبة جديدة في حُلةِ براقة شارك في تطريزها ابناء جلدتناو اقرب الاقربون الينا
عذراً غزة فما عدت ارغب في ان اذرف المزيد من الدموع والنحيب و انا اشاهد مسرحيات اعادة اعمارك
فحيلة اعادة الإعمار لم تعد تنطلي علينا
لقد سئمنا من استغفالكم لنا
نستحلفكم بالله
كفى ،، كفى
فغزة لا تحتاج إعادة اعمار ، بل تحتاج رجال إشداء يذودون عنها ضد قوى الاستعمار و الظلم البغيض
و تجدني في كل مرة اعود لاقول عذراً غزة ،،، لكن لاتصدقي شعاراتهم بدعم صمودك و مقاومتك
لقد كان اولى أن يدعموا حقك في الحياة
فلقد قرأت يوماً في كتاب اوهام الحقوق و خرافة الإنسان
عن دعم حق الانسان في الحياة
و لكني لم اقرأ يوماً عن دعم الحق في الموت او الفناء ؟!