*ونحن على اعتاب الاستعراض الدوري الشامل UPR

 

✍️ بسمة العواملة

اقل من الثلاثة اشهر تفصلنا عن تقديم الأردن مراجعتهللاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان upr ، و هو التقريرالرابع الذي يقدم امام مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدةبهدف تحسين حالة حقوق الانسان للدول الاعضاء في الاممالمتحدة و عددها 193 دولة .

 

كيف سيكون شكل هذا التقرير في ظل الاحداث الداميه التيتشهدها المنطقة و ماذا عساها الدول الغربية أن تقدم توصياتللأردن بعد ما شهدناه من ازدواجية في المعايير التي تناولتمجريات الاحداث كذلك الاختلال الواضح في تطبيق الاخلاقياتو الادبيات الحقوقية

 

فالشرعية الدولية التي تغنى بها القانون الدولي لم نراها قداهتزت او تأثرت بمشاهدة الاحتلال و هو ينتهك حق الشعبالفلسطيني بسيادته على ارضه ، بل على العكس فقد شهدنا وصُدمنا بكمية التعاطف غير المسبوقة مع الاسرائيلين ، ناهيك عنالدعم المطلق و الغير مشروط الذي حظيت به دولة الاحتلال منقبل الدول التي تطلق على نفسها الدول الديموقراطية وباعتبارها قدوة لدول العالم الثالث في تطبيق القوانين و خاصةما يتعلق منها بالقانون الدولي و  في المحافظة على حقوقالإنسان في جميع الظروف

 

فكيف لدول تطالبنا بأن نعرض لها حالة حقوق الإنسان فيبلادنا ، و هي بذات الوقت من عمدت الى انتهاك هذه الحقوق منتقييد للحريات بكل اشكالها بدأ من استباحة ارض الغير ، والاعتداء على ارواح سكان الارض بالقتل و التشريد ، والاستيلاء على منازلهم بالقوة و الاعتداء على الاعيان المدنيةكالمستشفيات و المدارس و دور العبادة و غيرها  ، مروراً باتباعسياسة التهجير القسري و الابادة الجماعية و التطهير العرقي

و انتهاء باستخدام أسلحة محرمة دوليا كالقنابل العنقوديةالمدمّرة و الفسفور الأبيض  الذي يتسبب انفجار هذا النوع منالقنابل في تمزيق الانسجة البشرية فضلًا عن تسببها بجروح وحروق يصعب شفاءها و غير قابلة للعلاج بسبب الموادالكيميائية التي تحتويها ، اي انها اعتبرت الارض المحتلة حقلتجارب لتجربة أسلحة جديدة للوقوف على مدى فعاليتها وقدرتهاالتدميرية .

فعن اي انتهاكات سيحدثها مجلس حقوق الإنسان بعد كل هذهالوحشية و كيف يفسر لنا معضلة ان هناك دول تستطيع أنتصنع اسلحة محرمة دولياً و لم يتم اتخاذ اي عقوبات بحقها وكيف يتم السماح لها باستخدام هذه الاسلحة الفتاكة على بنيالبشر دون ادنى مراعاة لحق الإنسان في الحياة و في سلامتهالجسدية

و كيف لنا أن نفسر لابناءنا هذا التناقض العميق و نحن نتلواعلى مسامعهم في المدارس و الجامعات مبادىء حقوق الانسان بعد أن امتثلنا لتوصيات المجلس بضرورة تضمين مباديء حقوقالانسان بالمناهج الدراسية و كيف لنا أن نطالبهم بوجوب احترامهذه المباديء و نحن نشاهد انتهاك هذه الحقوق ليلاً نهاراً ، سراًجهاراً

فنحن و الله امام معضلة حقيقية ازاء ما شاهدناه من ممارساتوحشية مروعة  تكاد تقترب من وحشية الغرب في حربه العالميةالاولى و الثانية

فمنذ بداية تشرين و نحن نشاهد يومياً جميع الانتهاكات بحقالانسانية ، انتهاكات تجعلنا نقف لنتسائل قليلاً من اين نبدأ فياصلاح منظومة حقوق الانسان

هل نبداً من خلال اعادة تشكيل مجلس الأمن و آلية عمله و الغاءحق الفيتو للدول الخمس الدائمة العضوية ، ام نبدأ باعادة النظرفي تعريف بعض القوانين الدولية كالقانون الدولي الانساني ومدى التزام الدول ببنوده و بمباديء حقوق الانسان  

و ماذا ايضاً عن مباديء باريس

ثم كيف لنا ان نعيد الثقة بالمنظمات الدولية التي لم تلتزم بدورهاولم تقوم بمهامها في حماية حق الانسان في الحياة في بقاعشتى من هذا العالم

صراحة لا ادري كم من الوقت نحتاج لإعادة ترميم الثقة التيتمزقت على ابواب مجلس حقوق الانسان

و في النهاية تذكرت كم نحن في الاردن متقدمين و نسبق كثيرمن دول العالم المتقدم في توفير الحماية و الامن والاستقرار ليسفقط لمواطنيه لابل لكل من لجىء الينا هرباً من ويلات الحروبطلباً للحياة

فيا ايها الوطن الكبير بقيادته الصغير بحجمه و العظيم بشعبه

ما اعدلك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى