قوات دولية ومناطق آمنة.. هل تتحقق آمال الغرب في غزة؟

عين اخبار الوطن – الخليج اونلاين
كثر الحديث داخل “إسرائيل” والمجتمع الدولي عن مستقبل قطاع غزة بعد نهاية الحرب، لا سيما أن الاحتلال أكد منذ البداية أن هدفه هو “القضاء” على حماس، ما ترك أسئلة أكثر من الأجوبة بشأن مستقبل القطاع سياسياً وأمنياً، ومصير سكانه الذين يتجاوز عددهم المليونين.
سابقاً كانت “إسرائيل” ترفض أي مقترحات بشأن إدارة قطاع غزة عبر قوات دولية، لكنها مؤخراً قالت إنها لا تمانع ذلك، في حين وضعت واشنطن مقترحاً جديداً يتضمن إقامة مناطق آمنة في جنوب غزة، وهو أمر رفضته منظمات أممية دون موافقة جميع الأطراف.
وربما بدا للغرب أن حماس والمقاومة على وشك الاستسلام، في حين تقول المعطيات على الأرض إن معارك شرسة وضارية تدور في المناطق الشمالية من قطاع غزة، وترد حماس بحزمٍ قائلة إن الشعب الفلسطيني هو صاحب الحق الوحيد في تحديد مستقبل غزة وكل فلسطين. إذاً ما الذي يُخطَّط لمستقبل غزة؟ وهل يتحقق؟
نشر قوات سلام
بينما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً غير مسبوقة على قطاع غزة بهدف إنهاء سيطرة حماس السياسية والأمنية عليه والقضاء على قدراتها العسكرية “بشكل نهائي”، كشفت وكالة أمريكية أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يدفعون نحو خطة لنشر قوة حفظ سلام دولية في غزة بعد الحرب.
ونقلت وكالة “بلومبيرغ” (17 نوفمبر 2023) عن مصادر -لم تسمها- قولها: إن الإدارة الأمريكية “ترى أن بحث نشر قوة حفظ سلام دولية في غزة قد يدفع إسرائيل إلى الإسراع بإنهاء الحرب”.
وبحسب المصادر نفسها، فإنه ليس لدى المسؤولين الإسرائيليين ثقة كبيرة بأي جهة خارجية تدخل غزة.
ويأتي ما كشفته الوكالة الأمريكية بعد يوم من تقرير نشرته هيئة البث الإسرائيلية، التي أفادت بأن تل أبيب أبلغت واشنطن موافقتها على فكرة نشر قوات دولية في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وذلك بعد تقارير تحدثت عن تزايد الخلاف بين الجانبين بشأن تصوراتهما لمستقبل القطاع على افتراض إنهاء سيطرة حماس عليه.
ووفق الهيئة، التقى المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط بريت ماكغورك، الذي استهل جولته الإقليمية من “إسرائيل”، كبار المسؤولين الإسرائيليين، وناقش معهم مسائل عدة، من بينها ما يسمى “اليوم التالي”، أي ما بعد انتهاء الحرب.
ونقلت هيئة البث عن مصدرين إسرائيليين أن الجانبين بحثا مقترحاً بنشر قوة دولية في غزة، وأن المسؤولين الإسرائيليين الذين التقاهم ماكغورك أبدوا موافقة على هذه الفكرة، وأكدوا أن السلطة الفلسطينية في وضعها الحالي لا ينبغي أن تسيطر على القطاع.
ولم تذكر الهيئة تفاصيل أخرى، أو الدول التي قد تشارك في هذه القوة الدولية حال تشكيلها.
مناطق آمنة
وفي وقت يطرح فيه جلب قوات دولية، تبحث واشنطن -حسب ما كشفه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر- إقامة مناطق آمنة في جنوب غزة، ولكن الخوض في تفاصيل ذلك مع استعار نار الحرب أمر معقد للغاية، حسب تعبيره.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية تعمل مع الإسرائيليين بشأن هذه المناطق الآمنة، وأجرت معهم محادثات، خلال الساعات الـ24 الماضية؛ لبحث الطريقة المثلى لتوفير الحماية للمدنيين في جنوب غزة.
وفي أول رد فعل على هذا المقترح أعلنت وكالات رئيسة للأمم المتحدة، في بيان، رفض الهيئات المعنية بالشؤون الإنسانية أيَّ مشاركة في المقترحات الأحادية الجانب لإقامة ما يوصفُ بمناطق آمنة في القطاع دون موافقة جميع الأطراف عليها.
واعتبرت أنه “لا منطقة آمنة حقاً إذا كانت مفروضة بالقوة العسكرية ودون تهيئة الشروط الأساسية لضمان الأمان وغيره من الاحتياجات الضرورية للسكان”.
وشدد بيان الهيئات الأممية على أن أي نقاش بشأن المناطق الآمنة يجب أن يتضمن الالتزام الدائم بالحفاظ على حياة المدنيين، إضافة إلى ضمان حرية حركة العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية للقيام بواجباتهم في قطاع غزة.
ووقع البيان المشترك 18 من رؤساء وقادة المنظمات الإنسانية الأممية، بينهم وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية.