حرب إسرائيل على غزة-الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية سلاح ذو حدين:

 

أ د / دحان  النجار

كثر الحديث عن ضرورة ادخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزه حيثما المجاعه والقتل المتواصل للمدنيين الباحثين عن المساعده الانسانية .
غزة بحاجة على الأقل الى خمسمائة شاحنة من المساعدات الانسانية يوميا واسرائيل خلافا للقانون الدولي الإنساني اثناء الحروب الذي يحفظ حق المدنيين الحق في الحياة تغلق المنافذ البرية بل وتستخدم المتطرفين لمنع الشاحنات من المرور . الرأي المتطرف في إسرائيل والذي تمثله الأيديولوجيا الدينية المتطرفة وحكومة نتانياهو لا تخل من التعبير عن الرغبه في قتل كل سكان قطاع غزه قتلا وتجويعا وهو التصرف الذي جعل دعاة الإنسانية وحقوق الإنسان في حرج كبير امام الرأي العام الدولي والداخلي من تصرفاتهم المزدوجة في حالة غزة.
الدول الكبرى الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحده الأمريكية هي من ينادي باحترام حقوق الإنسان عالميا وتدخلت في اكثر من بلد بل واسقطت حكومات ودول تحت مبرر حماية حقوق الإنسان نجدها في حالة غزة تدعم حكومة نتانياهو وحربها في غزه بكل أنواع الأسلحة والذخائر والمال وتقف ضد وقف إطلاق النار وتستهين بقرارات محكمة العدل الدولية التي ادانت الإبادة الجماعية في القطاع وطالبت إسرائيل بوقفها وتعطل مشاريع القرارات في مجلس الامن الدولي المنادية بوقف إطلاق النار إلا أن إسرائيل كثفت من هجماتها ضد المدنيين بل وفرضت عليهم الموت جوعا ومعها تضامنت العديد من الدول الغربية ومنعت تمويلها لمنظمة الأونروا التابعة للأمم المتحده وبذلك تكون شريكة في الجريمة بشكل سافر.
الحراك الشعبي الجماهيري في أوروبا وفي الولايات المتحده المناهض لتصرفات إسرائيل اللا إنسانية في غزه ودعم الحكومات الغربية لها جعل حكومات هذه البلدان تتراجع شكليا من اجل ارضاء الرأي العام الداخلي وبالذات في الولايات المتحدة الأمريكية التي تقدم على انتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية العام ويود الرئيس بايدن كسب أصوات المعارضين لتصرفاته ودعمه اللامحدود لإسرائيل عن طريق الانخراط في تقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزه وذلك في اللجؤ للإنزال الجوي او انشاء ميناء خاص لهذا الغرض تشارك إسرائيل في الرقابه عليه. كان الاولى بالرئيس بايدن ان يلزم إسرائيل بفتح المعابر البريه وان لم تلتزم بذلك يتخذ اجراءات عقابية واولها توقيف ارسال الأسلحة والذخائر التي تفتك بسكان غزه يوميا.
اسرائيل تقوم بقتل الفلسطينيين في اماكن القاء المساعدات الانسانية جوا وكان القائها يعتبر استدراج لهم كي يقتلوا بدم بارد. صحيح ان هذا الاهتمام قد يقنع بعض الناخبين الأمريكيين بمراعاة الاداره للمدنيين الفلسطينيين بغزه وخاصة ان الرئيس بايدن في كلمته عن حالة الاتحاد تكلم عن معاناتهم وضرورة تقديم المساعده لهم وطالب اسرائيل بتسهيل حياة المدنيين ولكن كما ذكرنا سابقا دون ضغط جاد ترافقه عقوبات ولو بسيطة.
من ناحية اخرى انزال المساعدات جوا يعتبر اعتراف واضح بوحشية اسرائيل بحق المدنيين في غزة وحصارها المطلق حولهم حتى الموت جوعا وقنصا في حالة لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحروب وخرق القانون الإنساني الدولي . تعنت إسرائيل ولجوء حليفها الأكبر لإسقاط المساعدات جوا والبدء في بناء ميناء خاص مؤقت في غزه لاستقبال المساعدات الانسانية يعتبر ادانه واضحه لإسرائيل من قبل الولايات المتحدة والرئيس بايدن حتى لو لم يقصد ذلك علنا.
من وجهة نظري حتى لو كان انزال المساعدات جوا القصد منه التغطية على ممارسات اسرائيل في قتل وتجويع المدنيين في غزه من خلال الضجة الإعلامية المرافقة للإنزال الجوي الذي لا يفي حتى بالحد الادنى من حاجيات المدنيين الغذائيه من وجهة نظري ان الادارة الأمريكية ليست بغافله عما يعنيه انزال المساعدات جوا من ادانة لإسرائيل في مغزاها الحقيقي وذلك في مواجهة تعنت حكومة ناتانياهو المتشدده ،وعلى دعاة حقوق الإنسان والمؤيدين للفلسطينيين التقاط هذه الحالة لتشديد الضغط على إسرائيل وداعميها من اجل وقف القتال في غزه واحترام حقوق المدنيين في الحياة .
انزال المساعدات جوا شهادة شاهد من اهليهم على تعنت إسرائيل وإيغالها بمعاقبة المدنيين قتلا وجوعا وهو ما يجب ان يثير دعاة الحقوق الإنسان متسلحين بهذا الاعتراف الأمريكي والغربي بعدم مبالات إسرائيل بمبادىء القانون الدولي الإنساني والتمرد على قرارات محكمة العدل الدولية
وذلك بتشديد الضغط على الاداره الامريكية والحكومات الأوروبية باتخاذ موقف حازم ضد اسرائيل وحماية المدنيين في غزة من خلال وقف الحرب وفتح المعابر البرية لادخال الدواء والغذاء.
د. دحان النجار ميشجان ١٠ مارس ٢٠٢٤م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى