وزير الخارجية الإيراني الجديد.. “متشدد يمكنه العمل مع الغرب”

 

عين اخبار الوطن  الحر  – متابعات

وافق البرلمان الإيراني، الأربعاء، على تعيين حسين أمير عبد اللهيان (57 عاما) مرشح الرئيس المحافظ، إبراهيم رئيسي، لتولي منصب وزر الخارجية، في وقت تراوح فيه المفاوضات حول برنامج إيران النووي مكانها، وسط مخاوف من تشديد إيران لمواقفها بعد انتخاب رئيسي.

ووصف التلفزيون الرسمي الإيراني أمير عبد اللهيان بـ”دبلوماسي مرموق لمحور المقاومة”، في إشارة إلى طهران وحلفائها في المنطقة، فهو وفق وسائل إعلام إيرانية وغربية، يتمتع بعلاقات وثيقة مع حلفاء لإيران مثل النظام السوري وحزب الله اللبناني وفصائل عراقية.

ولديه أيضا علاقات وثيقة بقادة الحرس الثوري الإيراني، مثل قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري، قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أميركية في يناير 2020.

وسبق له أن نشر مقالات عن السياسة الخارجية على الموقع الالكتروني لمرشد إيران، علي خامنئي، وفق فرانس برس.

وقال مفاوض نووي إيراني لرويترز طلب عدم نشر اسمه “عبد اللهيان دبلوماسي متشدد. إذا ظلت وزارة الخارجية مسؤولة عن الملف النووي الإيراني، فمن الواضح أن طهران ستتبنى نهجا متشددا للغاية في المحادثات”.

وقال مسؤول إيراني سابق للوكالة إن “اختيار رئيسي له يظهر أنه يولي أهمية للقضايا الإقليمية في سياسته الخارجية”.

وتوقعت صحيفة وول ستريت جورنال أن يسير “بقوة” على الخط الذي حدده الرئيس الإيراني الجديد الذي “قال إنه يريد استعادة الاتفاق النووي لعام 2015 مع مقاومة الجهود الأميركية للتفاوض على اتفاق أوسع قد يحد من نفوذ إيران في الشرق الأوسط”.

ورغم ذلك، يقول مسؤولون غربيون أيضا إن أمير عبد اللهيان “براغماتي تعامل مباشرة مع المسؤولين الأميركيين من قبل، وكان أحد الدبلوماسيين الإيرانيين العديدين الذين شاركوا في محادثات حول الوضع الأمني في العراق مع السفير الأميركي السابق، رايان كروكر، في عام 2007”.

وأبلغ دبلوماسيون أوروبيون تحدثوا مع وزير الخارجية الجديد، خلال الأسابيع الأخيرة، وول ستريت جورنال أنه “كان واضحا بشأن أنه يريد مواصلة المفاوضات حول إعادة إحياء الاتفاق النووي وأنه شخص يمكن للغرب العمل معه”.

لكن رويترز نقلت تقارير في وسائل إعلام إيرانية شبه رسمية تشير إلى أن المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يقدم تقاريره مباشرة إلى خامنئي، سيتولى ملف المفاوضات النووية في فيينا بدلا من وزارة الخارجية، التي كان يقودها البراغماتيون خلال رئاسة عهد الرئيس السابق حسن روحاني.

وتفاوض إيران وقوى دولية منذ أبريل على إعادة العمل بالاتفاق المبرم عام 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة في 2018، خلال ولاية الرئيس السابق، دونالد ترامب، ثم أعادت فرض عقوبات عليها.

وعقدت جولة سادسة من المحادثات، في 20 يونيو الماضي، وقال مسؤولون إيرانيون وغربيون إنه لا يزال يتعين حل الكثير من المشكلات العالقة.

ولم تحدد الأطراف المشاركة حتى الآن موعدا للجولة الجديدة. ويأمل مسؤولون غربيون استئناف المحادثات في سبتمبر، وألا تشدد إيران مواقفها، بعد انتخاب رئيسي، بطريقة تجعل العودة إلى الاتفاق مستحيلة بالنسبة لواشنطن.

وقال هنري روما، المحلل البارز في “مجموعة أوراسيا” بواشنطن، إنه “بخلاف القضية النووية، من غير المرجح أن يعطي أمير عبد اللهيان الأولوية للعلاقات مع الغرب”.

وذكر أن وزير الخارجية الجديد “أمضى حياته الدبلوماسية في التركيز على العالم العربي، ويدافع عن السياسات العدوانية المصممة لتوسيع النفوذ الإقليمي الإيراني… اختياره يعكس رغبة رئيسي في تركيز سياسة إيران الخارجية على نحو أقرب إلى الوطن وعدم اهتمامه بتحسين العلاقات مع الغرب”.

وتشير “وول ستريت جورنال؛ إلى أن رئيسي قال إنه يريد أن تركز السياسة الخارجية الإيرانية الجديدة على تحسين علاقات إيران الإقليمية ونفوذها، “وهي منطقة أمضى فيها عبد اللهيان معظم حياته المهنية”.

وعمل عبد اللهيان من قبل سفيرا لبلاده لدى البحرين، ونائبا لوزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية بين عامي 2011 و 2016. وكان نائب رئيس بعثة إيران في بغداد من 1997 إلى 2001.

الحرة – واشنطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى