لماذا نعيد الحزن ؟ لماذا نوقظ الوجع من سباته؟

 

✍️ بقلم زعفران علي المهنا

لماذا نسمح لصوته أن يخترقنا من جديد، بكل ما فيه من دفء وقهر؟
لماذا نعيد لحظة الرحيل كأنها الآن؟
ما المغزى؟
ما الهدف؟
أما اكتفينا من العجز أمام الشاشات؟
أما سئمنا ارتجاف القلب كلما لمحنا ملامحه في تسجيل قديم؟

تذكرت…
كم كرهنا نشرات الأخبار في المناسبات الوطنيه ، لا لأنها لا تهمنا، بل لأنها كانت تحرمنا من لحظاتنا الصغيرة،
من نادي السينما، و الفيلم الأسبوعي…
ففي كل مرةومناسبه وطنيه كنا نقدم اطول فتره اخباريه في العالم تمتد الى منتصف الليله ، كان هناك “افتتاح مشروع”، “حجر أساس”، “لقاء رسمي”…
حتى يغلبنا النعاس لا عن ملل، بل عن استسلام بعد تاكدنا بان نادي السينما لن يعرض .

تذكرت فرحته،
حين وقفت أول دفعة من كلية الطب بين يديه،
كأنها انتصار شخصي على العالم:
نحن نستحق… وسنكون.

تذكّرت أول سفيرة،
أول شاعرة،
أول كاتبة شابة…
اول وزيره
اول عضوة مجلس نواب
القابلات الممرضات
المعلمات
كان يقرأ لهن، يشجعهن، يتابعهن بفخر أبوي لا ينسى.

فلماذا نفتح الجرح من جديد؟
في زمن بات فيه الأقارب يخفون وجوههم خجلا من سؤال ممكن سلف من دون ضمانه مع غياب الرواتب ،
باتت فواتير المستشفيات تقصم الظهور،
والإيجارات تطردنا من بيوتنا،
والديون تتداول في المجالس كأخبار الطقس.

نرفع أكفنا…
لا للبكاء على من رحل،
بل طلب النجاة مما نحن فيه من وجع الواقع، ومن فقر الأيام ومن تكالب العالم علينا
نرفع الأكف صامتين، نطلب الفرج من الله في هذه المرحلة الاقتصادية الخانقة.
لا نملك سوى الدعاء… والصبر…
وذكريات رجلٍ كان يزرع فينا الحلم، ورحل .
الف رحمه ونور على روحك
الف رحمه ونور على روحك
الف رحمه ونور على روحك
https://www.facebook.com/share/p/1ZoYTxZNVx/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى